خواطر سليمان... ( ٥٠٤ )
يسبق كل صلاة نداء قوي هادر على مدار الليل والنهار لا ينقطع صداه في طول الحياة وعرضها ، يتجدد من مكان لأخر ...
إنه النداء الذي يطارد الشيطان ليبعده عن أهل الصلاة فيقوموا ملبِّين النداء ، حيَّ على الصلاة، حيَّ على الفلاح ...
ولكن جراثيم الشهوات صار وجودها أقوى في قلوب الغافلين ، فسرعان ما تفترس هممهم ، وتثَّبطهم عن الإستجابة ، فتسوِل إليهم التسويف والتأجيل ، فلا يتحركون ...
هؤلاء جفَّت مشاعرهم ، وروحانياتهم لوثتها الشهوات ، فإنهارت لَبِنات أخلاقهم ، وصاروا أموات الضمائر والمشاعر ، فحق عليهم قول ربنا ...
" فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلَاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا "
مريم ٥٩
الله أمرنا أن نملك الدنيا ونسخرها في خدمة مراده ، لكننا ملكنا الدنيا في قلوبنا ولم نجعلها في أيدينا لتكون طوع بناننا ، فصارت هي محركنا إلى إجابة ما تريده هي ، لا ما نريده نحن ...
وإنا لله وإنا إليه راجعون ...
سليمان النادي
٢٠٢٠/١١/٣٠
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق