بقايا نزيف
كلّ أمطار الشّتاء
ماعادت كافية
لغسل جرح غائر
نزيفه قيصريا
تاهت مراكبي
وسط الزّحام
والسّماء ملبّدة
بغيومها الرّمادية
ترامت نبضاتي
كأوراق الخريف
تذروها رياح هوجاء
وقد تناثرت أشلاؤها
في أزقّة الحياة
تلهو بهنّ الخيبات
فالخريف قادم
ومن الآن بدأت
عبراتي تتساقط
تسابق وميض المدائن
ليميط الوشاح
عن وجه القصيد
المخضّب ببقايا
النّزيف ورماد
القوافي يروي
معاناة شريدة
على رصيف المطر
تفترش لحاف اللّظى
حين عانقت أهداب
اللّيل جفون الكرى
وأربدت سحب الأرواح
تستبيح أنّاتنا السّرمدية
تغذّي الحروف الصاّمتة
من جذوة اللّهب المستعر
فتتشدّق الكلمات مترنّحة
في محراب السّطور
تستحّم برحيق العابرين
بحقولها الشّاسعة
اللاّمتناهية الأطراف
وبكاء طفل جائع
يترصّد الرّغيف الجافّ
الملقى في أكياس القمامة
ينتظر يدا حانية
تربّت على كتفه
وبسمة تذيب صقيع
وحدة كانت بالأمس
تسامر سرّه الدّفين
فيا مارّا بنزيف الأرواح
اِرحم دموع الحيارى
واِحذر ثورة مشاعر
أضحت براكين خامدة
بقلم سعيدة حيمور/الجزائر
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق