الستر وجهة صلاتي
ما أجمل رؤى من أحسن الوضوء ثم صلى ركعتين قبل أن ينام ؛ فقد رأيت نفسي في أبهى صورة ، كنت مرتدية إسدالا لا أذكر لونه، طويلاً ساترا كل جسدي عدا الوجه و الكفين.
"يا الله..! "ما كل هذا الاتّساع..! ما شاء الله و لا قوة إلّا بالله".
تلك كانت جملة على لسان حالي وقتما أدهشني اتساع الجامع الذي كنت أقف في داخله؛ و حولي الكثير من الرجال يتحلون بارتدائهم جلباب أبيض، يصل طوله حد الركبة وأسفله بنطالٌ أبيض ، و أقدامهم كانت عارية دون جوارب.
و كان الجامع من الدّاخل منقسم إلى شقين، يفصل كل شق عن الآخر ستارة من أفخر أنواع الأقمشة؛ كان لونها أخضر، ظننت حينها أن ما وراء تلك الستارة هو ذلك المكان المخصص لصلاة النساء بقصد الحفاظ على سترهن من أعين كل هؤلاء الرجال الذين رأيتهم رؤى العين يحدقون فيّ و كأنني إنسية غريبة عن بني جنسهم، لم أبالي حينها…! فقد رميت وراء ظهري تلك النظرات واتجهت متقدمة نحو تلك الستارة لأتحقق من ظني ، لكنني دهشت حد تحملق محجر أعيني، وقد أصاب فمي البكم للحظات، ثم تمتمت بإندهاش: هل يجوز لهؤلاء النساء أن يقفن هكذا بجوار الرجال يصلين ؟! أم أنّ هذه الصلاة هي صلاة عيد الفطر أو الأضحى..؟!
لكن ما أعرفه أنّ هاتان الصلاتان تكونان في الخلاء.
للأسف لم أسمع إجابة لسؤالي هذا حتى نهاية رؤيتي، بل ما كنت أعرفه أن هذه الصلاة ذات ركعتين لا أكثر ، فما يزيد على ذلك فهو في علم العلي العليم.
غدوت من أمامهم جميعاً رجالا ونساء، ناوية على الصلاة بعيدا عنهم وفد خشيت أن أكون دون ستر إذ شاركت الرجال الصلاة مثل الأخريات من النساء، أخذت من الأرض مجلسا حتى فرغ الجميع من تأدية صلاتهم، ثم نهضت ساعية في البحث عن مكان أختبأ فيه فأؤدي صلاتي بعيدة عن الأعين ، و بالفعل وجدت مكان بعيدا عن الأنظار لكنه كان بجوار ميضأة الجامع ، لم أبال لتواجد ستارة تفصل الميضة عن مكان الصلاة، فأعتدلت واستقمت لتأدية صلاتي، و لكنني رفعت يدي للسماء قبل الإقامة أدعو الله كثيرا" لا أذكر بما دعيت و لكنني أذكر ذلك الشاب الوسيم، الذي كان يلبس نفس لباس الرجال كما وصفت في البداية" ، رأيته مبتسما في وجهي فأستحيت وقلت في نفسي " لا حول و لا قوة إلّا بالله العلي العظيم" أين أذهب لتأدية صلاتي إذن..؟! فأنا لا أجد مكان يسترني عن أعين الرجال ؟!
ثم أستفقت على قول :"أشهد أن لا إله إلا الله أشهد أن محمدا رسول الله " يا الله..!
إنه صوت مؤذن صلاة الفجر- سبحانك ربي العظيم - أرسلت لي في بحور نومي ملاكا ليوقظنني كي أؤدي فرضك يا حبيبي في وقتها، و بالفعل نهضت من الفراش ثم توضأت ثم قمت بتأدية فرض الله في حجرة نومي متأثرة بوجهة الستر في رؤيتي.
#كتابات_هبة_فرج_محمد
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق