قال لي كأنَّ جذوة الحنين لأمك قد هدأتْ فما عدنا نرى لك شعراً في هذا المجال
فقلتُ له : إن حنيني لأمي يزداد يوماً بعد يوم ولن تهدأ جذوته ما حييت وسأظل أكتب فيها شعراً ولن يصيبني مللٌ ولا كلل وكتبتُ:
( فيض الحنين)
حزينٌ أنا يا صديقي حزينُ
وفي القلب جرحٌ عميقٌ دفينُ
وفي العين دمعٌ سخيٌّ وفيٌّ
وفي الجسم في كلِّ وقتٍ أنينُ
فشوقي لأمي يزيد وينمو
وقد فاض للأمَّ فيَّ الحنينُ
فقد عشتُ عمري بقربي أراها
وكانت مُعِيناً ونِعمَ المعينُ
وكانت تعلِّمني كلَّ شيءٍ
وإني على كل شيءٍ أمينُ
وتمنحني الحبَّ سيلاً دفوقاً
وإني بحبي بخيلٌ ضنينُ
وكانت إذا ما غضبتُ تداري
وكانت إذا ما قسوتُ تلينُ
فأمي هي البحر بحرُ عطاءٍ
وأمي هي الكنز كنزٌ ثمينُ
وأمي هي الكلُّ في واحدّ
إذا ذهب الكلُّ لا أستكينُ
مَدينُ أنا للتي علَّمتني
وإني لأمي بعيشي مَدينُ
فقد أرضعتني وقد كنتُ طفلاً
وقد حملتني وحالي جنينُ
وقد أورثتني من الطيب طيباً
ومن فطنةٍ فالغلام فطينُ
وكانت مَعيناً من الحبِّ ثرَّاً
يطوف على القلب ذاك المعينُ
فأنهلُ منه وأغرق فيه
لينشلني من هوى النفس دِينُ
فأمِّي مثالُ التُّقى والرضا
وأمي رباطٌ قويٌّ متينُ
***************
تمنيتُ لو أنها لم تمت
فعيشي وقد تركتني مَهينُ
فقد ضاع مني الهدوء وضاعَ
مع الموت عيشٌ لطيفٌ رزينُ
وعيشي غدا اليوم من دون معنى
وإني لحزني وصمتي رهينُ
وأنتظر الموت يأتي لأمضي
متى موعد الموت سوف يحينُ
يقيني بأني سألقاكِ أمي
إذا متُّ يوماً وذاك يقينُ
المهندس : سامر الشيخ طه
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق