الأربعاء، 7 يوليو 2021

سلوى يوسف

 المقطع السادس 


الليل ثرثار كما عصافير الصباح يكفي أن يصيبك الأرق  ليفشي لك الأسرار .

كنت أسمعها كل ليلة وهي تتمتم  :

- يارب ما قصرت معه ، ليش  يعمل معي هيك يارب كم مرة بدي سامح  قويني يارب خليني اخلص 

ثم تتضرع بصوتها المرتجف :

- يارب ردلي قلبه 

وبعد توسلاتها التي تمتد لقبل الفجر بقليل أسمع صوتها   ترحب به سعيدة وهو عائد من سهرته الطويلة .

أتعلم ياتشي الحمدلله أنني لست الله ، كيف سأعرف  أي أمنية أحقق لها  هل أمنحها القدرة على المسامحة أم القوة على الإستغناء 

ما أكثر المرات التي نعلق فيها بالمنتصف ونعجز عن القرار ،

تهزمنا معارك  دونكيشوتية ،  نحن نعلم الحق لكننا نعجز عن إتيانه فقط  لأنه يفتح ساعاتنا على الخوف ،  خوف الفقد ،، خوف الفراغ ، خوف الوحدة ، خوف المجهول 

ماأصعب الخوف ياتشي ! 

كل الخطايا ... تهمتها الخوف حتى الطمع  .

 هل تساءلت يوما عن معدل التسامح ؟ لاتبتسم ..صدقني هناك عداد  للتسامح ،

يحصي ثم ينتهي الرصيد و تبدأ بعدها بالإنعطاف ؟

لم تنتبه لهذا ؟ 

 لأنك بغبائك تؤمن بحكايات قيس وروميو  ، لاشيء مضمون يا صديقي ، عليك الإنتباه ،  العاشق فطن يقرأ الإشارات جيدا ويتفقد رصيده دوما .

هكذا تخبرني كل صباح حين نشرب القهوة معا تسرد لي تفاصيل الرسم البياني لسلوكه 

- ما عدت أحس بلهفته دايما بيتحجج حتى ما يحكي معي مرة نعسان مرة مريض مرة تعبان مرة مشغول في شي ياأم عامر جوزي وبعرفه

لم أكن أعلم أن هناك ترمومتر لقياس اللهفة ، خوف الفقد جعلها تقيس الحرارة كل يوم ، حتى هذا الترمومتر يُشحن بالخوف 

لم نشوه الحب ياتشي  ؟  لم اعتدنا الحب الماكر حيث كل شيء بميزان ؟   الكلمة ، العاطفة ، حتى النظرة .

جارتي البسيطة  لم تفهم اللعبة  ،  منحت بلا حسابات فصارت  مضمونة حد الإستهتار .

لم يصحُ زوجها إلا حين فقدها .

بالصفعات تعلمنا الحياة أن لا شيء مضمون حتى قلب العاشق

سلوى يوسف 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ساهجوا ذاتي

 مُحاكمة للذات # # # 2025 ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ...