قصة قصيرة
( بندورة حمراء )*
بقلمي : إبراهيم محمد قويدر
************************
فى الحقل كان ابن العمدة يشرف على مجموعة من البنات
وهن يجمعن محصول الطماطم ويقمن فى وضع المحصول
فى أقفاص يتم رصها فوق بعضها بطريقة منظمة لكى تحملها
السيارات والذهاب بها للسوق حيث يتهافت التجار لمعرفتهم
السابقة بجودة ما يأتى من حقل العمدة .
ابن العمدة يراقب حركة البنات فى الحقل ووقع نظره على
واحدة من هؤلاء الفتيات راقت له وأعجب بجمالها .
أشار إليها فجاءت تجرى نحوه فطلب منها أن تترك أقرانها
لجمع الطماطم والذهاب إلى ( الخص ) لتصنع له كوبا من
الشاى على أن تغسل يديها جيدا .
ذهبت إلى( الخص ) وبدأت فى إعداد كوب الشاى ولكنه تبعها
وسألها عن اسمها فقالت اسمى جميلة ركز عينيه نحو صدرها
وتمعن فى جمالها واشتم رائحة العرق المنبعثة من ملابسها
البالية وحاول أن يمد يده نحوها ولكنها فزعت من فعلته
وسكبت كوب الشاى عليه .
خرجت من ( الخص ) مندفعة نحو قريناتها للمشاركة فى جمع
الطماطم بعد أن تلون وجهها بلون الطماطم .
ذهب ابن العمدة وغير ملابسه وعاد إلى الحقل وركب السيارة
المحملة بالطماطم وباع كل المحصول بأغلى مما كان يبيع فى المرات السابقة .
سأل ابن العمدة عن بيت جميلة واخذ معه شيخ الخفراء ودق
الباب وفتحت جميلة وبمجرد أن رأته واقفا على الباب تركته
ودخلت ترتعد وهى تنادى على أمها أن تخرج لمقابلة ابن العمدة وشيخ الخفراء .
قال لها ابن العمدة : أريد أن أشرب كوبا من الشاى من يد جميلة وكانت جميلة تترقب الحديث من خلف الباب وتصك
على صدرها .
طلبت أم جميلة أن يعود بعد صلاة المغرب عندما يعود خالها
من الحقل .
فى المساء طلبت جميلة من خالها أن يحضر العمدة بنفسه ليخطبها حتى تأمن غدر ابن العمدة .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق