قصيدتي بعنوان ( أيمن العزم)
لم يدمي فؤادي كحزني عليك أبداً
وما مَرَّ ببالي أنّ أسواركَ تُقتَحَمُ
فأبكى دمعك الأغراب لَمّا سمعوا
ضجيج الآه بصدرك أيها العَلَمُ
حتّى تَكَوَّرَ الجمر يَمْلَىءُ مهجتك
وألهَمَ حُزنك الأحزان حين تَتَأَلَّمُ
فأرى حروفي تصرخ ترشف الدمع
حبراً لها منه ودمٌ يَسْطُرُ القَلَمُ
أهديك شعراً يقطرُ الآهُ من حَرفِهِ
ولا يُطفئُ من سراج الشِعْرِ سَقَمُ
يزرع بعيون الناس من كلماتهِ
أملاً تصبوا إليه كي ينطقُ الحُلُمُ
فقد أفْرغتْ مراكبُ الهمِّ أثقالها
وفي نهريك أمواج الحزنِ تَحْتَدِمُ
وعلى ضفافك خطوب الدهر تُطوى
حين يعلو الردى بين جفنيك يَبتَسِمُ
فَضَمِّد جراح تشرين دعها ترتوي
بنبضها شرار المهنَّدِ حين يلْتَحِمُ
إشحَذ أَيْمُنَ العزمِ فالقهرُ يمضي
وإستوعب الكرب فمثلك لا يُثْلَمُ
سترى الآمال إن عظمت فيك تحيا
من وجهك الطهور وبالجلال تعتَصِمُ
فلا تُعَظِّمْ للعدا جرحا أنت تَكْتُمُهُ
لتبلغ دُرَّةَ الأمجاد توافيك النِعَمُ
إسقي جذور الصبر غدير دمعِك
كي تثمر الأضواء وتَبْلُجُ الظُلَمُ
لأنَّكَ صَعبُ المراس لايثنيك أحَدٌ
فمن جراحك يقدح الشعر ويَحتَجِمُ
وإفخر فآثار الجراح فيك أوسمةٌ
وتَشُدُّ من أزرك الصِعابُ والألَمُ
إحتسي شهد المنايا بكأس الردى
كالليث إذا نالته الرماح لا يُهَزَمُ
وتبقى أثواب الذيول مُهَلْهَلَة أبداً
تقطنها وصمة الذلِّ بالعار تُتّهمُ
ويبقى للأوطان نكهة العز وفخراً
وترى عصبة من خذلوه ستنفصِمُ
فكن قاهر الخطب لا الخطبُ يَقْهَرُكَ
فلا ينال منك العبيدُ وإن حَكَموا
ستلوى ذراع من ظَمَرَ لكَ الأذى
ويسري الخوف بهم وهُمْ يَخْتَصِموا
-------**--------------**-------
محمد شاكر البيّاتي
العراق / بغداد
27 / 7 / 2021
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق