السبت، 24 يوليو 2021

كريم خيري العجيمي

 ويسألونك..!!

ـــــــــــــــــ

-#قال..

-#وأما عن الحرمان..

فقل.. 

هو أن تزدحم بأحدهم رغم كل هذا الفراغ حولك..

أن تضج كل خلاياك بملامح أحدهم جدا..

فتنطبع صورته حتى في جزيئات ظلك الذي يتسكع هائما في الطرقات..

تذيبه لهفة الوصل..

وتصدمه جبال الصد..

فهل حدث لمرة أن تعانق ظلان؟!..

والأصل في غياهب الفراق يقبع..

وهل يبقى إلا أن تضيق الأماكن ولو بلغ اتساعها المدى؟!.. 

حينما.. 

يتناوشك الغياب على أطباق الأعذار التي لا تنتهي..

ولو سابقها الأبد إلى أبده..


-#وأما عن الوجع..

فقل.. 

هو أن تصير الحجج الطازجة في كل مرة.. 

مشنقة اللقاء..

والصمت سيد الموقف.. 

وكل صافن مبتور اللسان..

ستموت ثم تموت..

ولا تملك الأيدي إلا التصفيق بحرارة..

حينما يسدل ستار النهاية..

وقد انتهى الفصل الأخير..

وماتت المسرحية قبل البطل..

فيضحك قلم من كتب..

ويحتضر قلب من عاش الخيال واقعا..

ويكأنك من الجحيم أتيت..

وإلى الجحيم تروح..

لماذا إذن اشرأب عنق أمنياتك وناطح المحال يوما..

أيها المتصابي بحرقة الألم.. 

وقد أثمرت الخيبات وأينعت.. 

هل يبقى إلا أن تحصدها المناجل؟!.. 

أيها السارح في مراتع الصبا.. 

ألم يؤذن بالكبر في كل زاوية.. 

لماذا تجنح كل مرة لصغر غادرك قبل الموعد؟!..

هل رأيت قبلا..

أن العمر يمضي إلى الخلف..

فلماذا تناطح القيد والأصفاد التي تجرك للغد؟!..

وهل يبقى سوى أن تمرح شياطين الحرمان في ربوع أنفاسك؟!..

فتتنهد بحسرة تبلغ عنان السماء..

ثم تستكين قهرا..

ولا مكان للسكون فيه تسكن..


-#أما إذا سألوك عن الموت.. 

فقل.. 

هو انتظار ما تعلم جيدا أن انتظاره عبث..

ومع ذلك لا تملك إلا أن تنتظر..

ليس لأن الصبح على الأبواب يقف..

ولكن فقط.....

تخدع وجعك..

كطفل.. 

يستعيض عن دمية-هي غاية حلمه-برسم على جدران صماء..

فهل كان الرسم عن الأصل يغني؟!..

ومتى كانت الحاجة حين العوز تكف عن العواء؟!..

أيا أيها المصاب بداء بالليل والوحدة..

في أي زمن..

كفا عن الزمجرة؟!.. 

أيا أيها المحموم بالحلم..

ماذا.. 

عن ثرثرة ملقاة في كل واد؟!.. 

تحمل بعضا من خلايا روحك.. 

لا تقبلها أرض.. 

ولا ريح تحملها إلى أراضي الخرسى..

ولا قميص للبشارة تدسه القوافل..

ها هم عبروك..

واعتذروا..

وتناءت المسافات..

فهل اختلف الحزن من أرض إلى أرض؟!..

إن كان في مصر..

أو كان في بابل..

آكد لا..

ومتى كان النواح يُساقُ في فرح..

حتى وإن أطلقته البلابل؟!..

مُتْ..

لا شكوى لترفعها..

دفاعك أبكم لا يقوى على الذود..

وحضرة قاضيك..

غافل..

انتهى.. 

(نص موثق)..


النص تحت مقصلة النقد.. 

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

بقلمي العابث.. 

كريم خيري العجيمي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

خسرت نفسك

 خسرت نفسك متى خسرت نفسك ضيعت يومك وأمسك محوت ذكراك وإسمك لِتباع في أبخس صفقة متى سرت بهذا المضمار أين جرفك وأخذك التيار ألقيت الطهر في سعير...