فردوسي
ـــــــــــــــ
حين طعمت خبزها
مدينتي
كانت بدفء حضنها منفردة
أصبحت الطيور فيها
تلعق الأسى
وتحسو الموجدة
مدينتي:
صبحك مدفون بلا قبرٍ
ولا دمعٍ عليهِ
والعيون شاهدة
أرضك في خريفها
من صمتها
ومن جنونها إليك عائدة
من دمها
وعظمها ونفسها مجردة
من طعم ملحها
ووهن جرحها مجردة
وجهك والزمان يا مدينتي
حلف أخير ما شهدت مولده
تلك المُدى
على جدار غربتي
منذ أتَتْ
من غيمتي المرتعدة
بابٌ وحيدٌ دونها
وكلُّ أبواب المدى
من خلفها مقيدة
من نصب الشراك للحنين فيكِ يا مدينتي
ومن في غفلةٍ تصَيَّدهْ
ودمعُكِ الهتَّانُ ينهبُ السهولَ
شارحاً نصَّ الخضوعِ
كلما تفقّدَه
لو أن لي ما أبتغيه فيكِ؟
إلا أنه يُدني الهوى من أبعَدَهْ
في النفس أشياء ولكن
ليس منها ما يُبِيْنُ مَقْصِدَهْ
ما كنت أصغي للحمامات
التي ودَّعتُها
ما كنت أُبْصِرُ الطريقَ
والغيومُ صاعدةْ
فيك فقط صليت فرضاً موجزاً
لكنني
عانيت من هزيمتي المؤكدة
عادل منسي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق