دعِ الأهواء
طغيت معانداً و نسيت وعداً/
و يبدو عكس وعدك ما تسوِّي
فلا حقّاً حفظتَ لذي حقوق /
و جهراً بان ما في السرِّ تنوي
رُويْدَكَ في الورى يا ذاك رفقاً/
ألا أبدلتَ طيشك بالتروِّي
دع الأهواءَ لا تَغْفَلْ تَنبَّهْ/
كذا الشَّيْطَانَ إنْ تَتْبَعْ سيُغْوِي
ألستَ تخافُ ربَّ الناسِ فيهم/
و لا ناراً لَهُ تَكْوِي و تَشْوِي
تَرَفَّقْ إنَّ دُنْيَانا دِوالٌ /
له سننٌ بها التَّأْريخُ يَرْوِي
لذاكَ صُعُودَهُ إذْ كانَ سَهْلاً/
طَغَىٰ و سُقُوطُهُ -أسفاً-مدوّي
أتحسَبُها بلا ضَبْطٍ خَفِيٍّ /
فمن يمدُدْ لِسَعيِكَ سَوْفَ يَطْوِي
لأنَّ النَّاسَ إنْ ضَعُفَتْ قُوَاهُم/
لَهُمْ في اللَّهِ إنْ ضَعَفُوا التقوِّي
حذاري إنْ عَلِيكَ دَعَوا لِظُلْمٍ /
يُجِبْ ربّي الدُعَاءَ وسوف يطوي
يَرَى الطاغُون فِي الطُغْيان عَدلاً/
وحَبْلُ الظلمِ في الأعْنَاقِ مَلْوِي
مظالمُ كلِّ ذي ظلمٍ وبالٌ/
بها و إلى سحيقٍ سوفَ يَهْوِي
عبدالملك طه العديني
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق