الثلاثاء، 27 يوليو 2021

قصة قصيرة ٠ بقلم القاص / والشاعر رشاد على محمود

 قصة قصيرة

 (التلميذة أبو الهول والقلم الأبنوس)


فقدت الأسرة عائلها الوحيد والذي كان هو مصدر رزقهم ، فعربة اليد والتي يحمل فوقها بعض انواع الحلوي وبعض الاشياء الأخرى في هذه المدينة  والمدينه التي تجاورهم وخاصة امام المدارس المنتشرة فيهما هي الصراف والذي يمدهم بثمن طعامهم وبعض الأشياء الأخرى، وكان ينتهي به المطاف امام إحدى المدارس في المدينة الأخرى والتي كان قد تعرف علي أحد القاطنين الطيبين بجوارها فكان في بعض الاوقات يستعين به ليترك عربته في حوزته عندما يكون متعبا او يشعر ببعض الالآم والتي كانت تعاوده من حين لاخر ، وقد كان بعد قدومه الي المدينة التي يقيم بها قد انتهت علاقته بالقرية التي ينحدر منها بعد أن فقد والديه تباعا كذلك الزوجة ويا للقدر هي أيضا بعد فترة وجيزة فقدت الأم ثم تلاها الاب حزنا علي زوجته بعد فترة قصيرة، فاكتفيا باهلهما الجدد وهم ابنة في المرحلة الاعدادية وشقيقين توءم لم تتعد سنهما الخامسة فاسقط في يد الام ماذا تفعل بابنائها، وقبل ان تفكر كثيرا سمعت طرقا علي الباب ولم يكن الزائر إلا ذاك الرجل والذي تعرف عليه زوجها وصارا صديقين والذي كان يترك عربته لديه عندما يشعر ببعض الالآم، وكان قد شعر بإفتقاده ولم يكن يعرف سببا لعدم حضوره فقرر السؤال عنه فقد كان قد ذكر له َمحل إقامته فيما سبق ، فاقترح عليها الرجل ان يقوم هو برعاية العربة امام بيته ، ويقوم بشراء كل ماتحتاجه من بضاعة وهي ما عليها إلا انت تستلم العربة امام المدرسة ببضاعتها وتكتفي حتى بهذه المدرسة وبعض المدارس المجاورة لها ، فراقت لها الفكرة وخاصة ان ابناءها لن يشعروا بشئ ولن تجرح كرامتهم لانه توجد مسافة ليست بالقليلة بين مدينتهم التي يقيمون بها وهذه المدينة ، ومرت عدة اشهَر علي هذه الحالة وكانت تحمد ربها كثيرا علي انهم يمتلكون هذا البيت الفقير والذي هو من طابق واحد وان عدم دفع ايجار سيقلص المصروفات ، وكانت تترك ابنيها التوءم وتكلف إحدى جاراتها الطيبات بمتابعتهم من حين لأخر . بعد ان تنصرف ابنتها الي مدرستها القريبة من منزلهما بعض الشيء ، وتشعر الإبنة كثيرا بمعاناة الام والام تاتمنها علي سرها والابنة عند حسن الظن رغم أنها تتألم في صمت لفقد الوالد والذي كان حنونا عليها وتحول حياتهم من الأمن والطمأنينة إلى الإطراب والإنزعاج والخوف من الغد عندما عندما تسمع والدتها تردد هذه الجملة وهي لا تدري بأنها الإبنة تسمعها وحينها لم تكن تستطيع أن تواسي الأم لتساقط دموعها وحتى لا تزيد الحزن على فؤاد الام ،  تذهب الإبنةالي مدرستها والاعتناء بشقيقيها  بعد أن تعود من مدرستها حتي تعود الام.، الإبنة يغلفها الحزن فهي الوجه الباكي للموناليزا مهما تتعددت الظروف والتقلبات؛ وقد ازداد هذا الحزن بعد فقدها لابيها وهي بطبيعتها قليلة الكلام لدرجة ان زملائها وزميلاتها كانوا يطلقون عليها التلميذة (ابو الهول) وكذلك لعدم مرحها وصمتها الدائم وكان قد اُحضر الي هذا الفصل احد ابناء الشخصيات المهمة والذي تنقل عبر عدة مدارس خاصة والتي أحدث بعض المشاكل بها فقرر ابوه معاقبته والمجيء به الي هذه المدرسه الحكومية، كان كل الاطفال ينطلقوا للعب في (الفسحة) وهي لم تكن تغادر تختها وفي أحد الايام وبعد (الفسحة) إشتكى التلميذ المدلل للاستاذ ، بانه فقد قلمه الأبنوس وكان الكل يعلم إبن من هو ،بل والكل يتمنى رضائه خاصة وان والده هو أحد الشخصيات النافذة ٠ فقرر الاستاذ تفتيش كل التلاميذ وعندما جاء دورها في التفتيش رفضت وكانت تحتضن حقيبتها بشدة وتصرخ ، في ذات الوقت الذي كان أحد زملاءها في الفصل يقوم بكتابة َمجلة الحائط فانتهز فرصة التفتيش وكان قد إنتهي دوره في التفتيش فأسرع واعلن الخبر في المجلة والتي تعلق على الحائط بان الطفلة (ابو الهول) هي من سرقت القلم الأبنوس، وذاع الخبر في المدرسة؛ وكان الاستاذ قد نفذ صبره معها ولم يجد بداً من الذهاب إلى إستدعاء المدير لها والذي هدأ من روعها واخذها بمفردها الي مكتبه وأخبرها بانه لن يخبر احدا انها اخذت القلم وانه سيخبرهم انه وجده اثناء مروره في الطرقة ، فنظرت اليه الطفلة نظرة طويلةوكانها تعتابه عتاب الإبن لأبيه وتتحداه في ذات الوقت  وفي لحظة  كانت قد وضعت كتبها وكل أشياءها أمام عينيه وقطعا لم يكن القلم الأبنوس من بينهم فهي كل ماكانت تملكه بعض بقايا ( السندويتشات) والتي تنتقيهم من السلة التي هي خلف باب الفصل لتسد به رمق اخويها لحين عودة الأم بالطعام ٠ وكل ما كانت تخشاه هو أن يفتضح أمرها ٠٠٠٠


قصة قصيرة ٠ بقلم القاص / والشاعر رشاد على محمود

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

خسرت نفسك

 خسرت نفسك متى خسرت نفسك ضيعت يومك وأمسك محوت ذكراك وإسمك لِتباع في أبخس صفقة متى سرت بهذا المضمار أين جرفك وأخذك التيار ألقيت الطهر في سعير...