( حبيبتي سوريــّـة )
يا قناديل الشوارعَ المنسيّة
خذوني لأحضانـِها القمريـّة
خذوني لعينينِ
إذا ما نـَزَفـَتْ سَكَبَتْ
خلجات العشقِ الأبديـّة
يا قناديل الشوارع المنسيّة
شبحُ الديجورُ يعوي في ضلوعي
فكيف أصلبُ مشاعري
والكلماتُ حممٌ توقدُها
نظراتُها النارية؟
كيف لا أصير في الجنّةِ
وبين أحضاني
تتثاءبُ حوريــّــةْ ؟
ماذا يا قلبُ أكتب عنها
ولأجلها
وإليها
وماذا أقول في وجهها
وعينيها؟
أتنشجُها بالوجدِ دموعي
وكلُّ حروف الشعرِ
نهلتْ من قدموسِها
الأبجديـّة؟
كيف أسردها والكلمات
تلبس فساتينها
من حريرِ شعرِها الأسودِ
وتتبرّجُ القوافي
بصالونِ
طلّتها السومريـّةْ؟
كيفَ لا أُقَبِّل أصابـِعَها الخمس
لبنانيّة
شاميّة
فلسطينيّة
أردنيـّة
وعراقيـّة
وكيف لا أغار
من جشعِ الذئابِ عليها
أمحي خطوطَهم الزرقاء
والحمراء
وألفُّ جبينها الأسمرِ
بكوفيـّةْ؟
نعم
فحبيبتي أنا سوريــّـة
أميرةٌ على التاريخِ
قد سجدتْ
فانبثقتْ من جذوره
جنائنَ بابليةْ
نعم
حبيبتي أنا سوريــّـة
ومَن في الأرضِ
أطأطىء لغيرها جبيني؟
قلبي في حضرتِها فَرْهَــدٌ
وبيتُ الحب عريني
أتخيفني زلازل الدنيا
وحليب السباعِ شربـْتـُهُ
من نهدَيْ فدائيـّة؟
نعم
فحبيبتي أنا سوريــّـة
وأنت أيها الجاثم هناك
فوق عينينا
أنت يا قاتلنا
في القدسِ وقانا
ويافا والعامريـّةْ
أرقد على موتِنا الآن
غداً تقتلعكَ
أقدام أولادنا الورديــّــة
وغداً تقذفك بعيداً
وبعيداً جداً
حجارة الفجرِ القدسيّة
وأرقص أنا في الساحاتِ
وأصرخُ :
" إفرحْ يا صدرُ
وزغردْ يا عمرُ
ها قد سقط التنّينُ
تحت أقدام الحريـّةْ
وارقصْ يا نبضُ
على أنغام كلِّ شابٍ
وطفلةٍ وصبيّةْ
واعزف يا قلمُ
واكتُبْ واسردْ
وارسمْ على لوحةِ الأقدارِ
"حبيبتي
أميرةُ الكبرياءِ
وحبيبتي
غير كل النساءِ
وحبيبتي أنا ...
حبيتي أنا سوريــّـة "
( بقلم ربيع دهام)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق