لم أجد أجملَ من عينيكِ
بقلمي أنور مغنية
من حقي اليوم أن أكتبَ
من حقِّي أن أتذكَّر
ومن منَّا عاد يتذكر ؟
من فينا أوقدَ النارَ ؟
من أطفأ الذاكرة
وأحرقَ الكلام على الورق؟
فقبلك أنا ما تذكرتُ
وقبلك ما عرفت
أن أكتبَ شيئاً يُذكَر
إعتدتُ احتساء قهوتك
كما عودني حبُّكِ
أجمعُ أوراقًا مبعثرةً على طاولتي
لأجدَ مساحةً لقهوتك
كأني أردتُ أن أجدَ مكاناً لكِ
كأنك كلُّ المسودَّات المهملة
وأخرى بيضاء تنتظر
بعض كلمات منذ زمن
وتتغير الأوراق إلى أيام
فقط كلمات
تجتازُ الصمتَ والذاكرة إلى النسيان
طعمٌ عذبٌ في مرارةِ قهوتك
أشعرني بالقدرة على الكتابةِ
وأنا أشعلُ سيجارتي
لأطاردَ دخان كلماتٍ
عذَّبتني منذ سنين
معكِ سأخترعُ الكتابةَ
وتهجرني الحروف وأنا لم أبدأ بعد
كان لا بُدَّ لي أن أبقى رجلا واحداً
في دنيا إمرأة واحدةٍ
قلمي هنا أكثر جرأة وأعمق جرحاً
هذه الكلمات التي حُرِمتُ منها
تأتيني عاريةً كما رغبتها
مرتعشةً كما أردتها
موجعة كما أحببتها
أرتشفُ ثانيةً قهوتكِ
وأشعر بأني على وشك الإعتراف
بكلمتي الأولى حيث سأبدأ الكتابة
رغم ارتعاش يدي
كيف سأكتبُ ومن أين البداية ؟
والطيور مهاجرة تعبر فوق الجسور
وأنا ذاك الجسر الذي ينهار
فلا تعبري جسوري بعد اليوم
لأني خارج المناسبات
أهرب إلى نافذتي لأهرب منك
نحو السماوات الخريفية
لأعلن لمن يهمه أمري
عن نشرتي النفسية
ألى الشجر والطير
والعابرين على الجسور المنسية
لكني أراك تدخلين من نفس النافذة
مع صوت المآذن وأجراس الكنائس
ومع كلِّ أغنية
قادمة من مكانٍ لا يتعب
كأنك فاكهةٌ للغزل
كأنك حبَّةُ توتٍ تحملُ نكهة الخطيئةِ
ولحدود التمني شهية
ماذا لو كنت ورقة التوت
ومارستي معي لعبة حوَّاء؟
فأكون معكِ ليس أكثر من رجلٍ
يحملُ حماقة آدم ؟
فكيف أنا ؟
أنا ما صنعته سيدتي فكيف أنتِ ؟
يا امرأةً كسوتها من حنيني
يا من عبثت بمعالمِ وطني
وأخذت ملامح مدينتي
دعيني أغلقُ نافذتي
حتى نجدَ أنفسنا أمامها ذات يوم
حبك الآن كشيء غير عادي
كهديةٍ من كوكبٍ تأتيني
فأيّ موعد عجيب موعدنا اليوم ؟
وكيف ضممتني موعداً على ورقٍ
بين كتابين ؟
عبثاً أحاول فكَّ الرموز
فأقول مرتبكاً وأتحدث عني إليك
عن قصةٍ ربما ليست قصتنا
فأنت لست سوى إمرأة من ورق
تُحبُّ على ورق وتكرهُ على ورق
وتقتلُ على ورق
كيف عدتِ وكاد الجرحُ أن يُشفى؟
والقلبُ تهيأت للفراغِ منك؟
وأنت تجمعين رويداً رويداً
حقائب الحبِّ وترحلين
تغادرين كما يغادرُ سائحٌ مدينةً زارها
فهل كانت مدينتي سياحة مضجرة ؟
وأنا الذي يتلمسُ تسريحة شعرك
وشالك الذي يلفُّ وحشةَ ليلي
ماذا تراك فعلتِ ؟
طويلاً وقفتُ أمامَ عينيكِ
فلم أجد أجملَ من عينيكِ
سوى عينيكِ ..
أنور مغنية 04 12 2021
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق