قصة قصيرة (م̷ـــِْن واقع الوجع العراقي)
رحلت .....
ثوبها المشقوق م̷ـــِْن أعلاه يكشف عن صدرها المحمر م̷ـــِْن أثر الضرب واللطم والكدمات تركت أثار زرقاء بحجم قبضة اليد ....
احتضنت الصورة إلى صدرها وضغطتها بشدة بكلتا يديها
يتماوج أنينها المبحوح
مثل حيوان جريح في هوة عميقة
وبرقة أم ......
تخشى أن تستيقظ طفلتها حين تغطيها مسدت الزجاج المحطم
همست تخاطب شخص في،الخيال
حبيبتي زينب ...
وكأنها تخاطبها م̷ـــِْن خلف الزجاج المحطم بتلك الابتسامة الملائكية تسيل منـِْهـا كل براءة الطفولة وأشرطتها البيضاء ترفرف خارج الصورة
كان مرتخيا يداعب وجه القطة الساكنة وسط الحقيبة التي اشتراها لـٍهآ والدها وأصرت أن تكون فيها قطة تشبه قطتها.
أمي لٱ تضبط أشرطتي فترتخي، م̷ـــِْن. شعري،
حبيبتي شعرك ناعم مثل الحرير .... أمي أريد قمصلة جلد مطرية
حبيبتي أبوك متعب ومنهك الأن رجع م̷ـــِْن العمل وتعض بشفتيها م̷ـــِْن أجل ان تخفض صوتها لأنها تعرف أبوها لٱ يرفض لـٍهآ طلب
الأب يستمع لحوارهما
ماذا تريد روح أبيها زنوبتي الوحيدة
قالت الأم بخجل تريد قبل أن تكمل
قاطعتها وقالت أريد قمصلة
م̷ـــِْن عيوني.
قفزت واحتضنت والدها
تقبل جبينه ووجنتيه
وهمست ڵـه (بابا أخذت بالإملاء عشرة م̷ـــِْن عشرة) بموضوع أيها العلم
ثم اعتلت الكرسي لتنشد
أيُها العلمُ
عش هكذا في عُلو أيها العلم
فإننا بك بعد •اللّـہ̣̥ نعتصم
إن احتقرت فإن الشعب محتقر
أو احترمت فإن الشعب
محترم
فضحك مستبشرا بها
وفي الصباح استيقظت باكرا مرتدية قمصلتها الجديدة
وذهبت زينب إلى مدرستها تركض وتغني
وأشرطتها. المترنحه على كتفيها تداعب
ريح المجهول
السماء تنث ببعض القطرات لتفوح رائحة المطر. م̷ـــِْن تلك الأزقة
نادى صاحب الدكان جدو زينب كيف حالك
تعانقه وتبتسم بوجهه
الخباز زينب عندما تعودين م̷ـــِْن المدرسة تعالي خذي الخبز لأمك
تبتسم ....أرسلها انت
لعلي أتاخر أو لم أعد بهذا الزقاق ثانية
وتمضي بطريقها لتستتر خلف ذلك الضباب الأبدي
زخات مطر صمت وسكون أعمدة م̷ـــِْن الدخان ...
صرخات
بعد صوت انفجار ...
زينب معلقة في الفراغ
بلا قدمين ....بعد يوم
وجدو حقيبتها على أحد السطوح
وشريطها ممسك بتلك القطة الساكنة على حقيبة الكتب والدفاتر مبعثر والأوراق متطايره ....
فيسحب الأب الصورة م̷ـــِْن يد الأم ويعلقها على الجدار ......
حيدر الفتلاوي
الموسيقى للمايسترو عازف الكمان العربي محمود سرور
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق