السبت، 9 أكتوبر 2021

نور الرحموني

 كان محمود درويش يعيش وبداخله طفل استطاع ان يرى حزن العالم وربما لم ادرك هذا المعنى الا حين رايت حجم الم الاخرين فعلمت اني اصغر بكثير من احقق ثلث احلامي وربما ماحققته هو بحجم الكون في عيون الاخرين ....


ايلول الوردي


ترددت وبصوت خافت مرتعش يلفه صوة الموت المنبثق من رائحة الغرفة المظلمة المعقمة سألتها

هل تتألمين؟

بابتسامة متبلدة يرقد على شفاهها  صقيع تشظى على جسمها المنهك وبطمأنينة الرحيل لسرمدية الأبدية  كالقماح تصدح بلحن الموت وبريق عيونها كنجم لم تصرعه ظلمة الوجع بعد. وضعت يداها على نبضها واسترسلت بالحديث،صغيرتي،ورفيقة دربي،ملاكي الحارس،

 لقد تعودت على وجعي وصار رفيقي منذ أن تلاشت ايام ربيعي كما قضم الرجيع ،وجمعت احلامي واماني ظللت ليال أرسمها وألونها بالمرقم كأني أستحضر لحظات الحياة من سديم البعث ،أفتح نافذة بيارات الجسد الذي أثقله غبار الزيفيات وامتشقه الوهم والركض وراء الأحلام .هكذا هي لعبة القدر فلا تخافي علي من تلك العتمة ربما ساحضى ببعض الأمنيات التى ظلت طريقها و لم ادرك جوهرها حين كانت بقايا الكلمات المزينة بابتسامات متلونة بهوى النفس لا ثبات لها تطمسها في غياهب الاوعي .

 فكانت أول الأمنيات أن تحتضنها رغم الضعف والوهن الذي يكسر قواعدها التى ظلت شامخة وصلبة طول الوقت .

لفتها بين ذراعها المبرقعة كأبيض السماء الذي يعانق اإصفرار الغسق، لقد تهاوت جدران قلعتها وتشتت صفوف جيشها وإخترق العدو حصنها .

بدأت تغني لها أغنية  الطفولة وتداعب خصلات شعرها كما يفعل بها الرحيل قطرة قطرة .أشهجت رفيقتها بالبكاء كأنه بركان تحرر من صمته وبعد لحظات أحست بتسلل الصقيع بين أنامل أختها .


فقالت لها ياحارستي الجميلة حررني كي يستقيم قدي واقف امام الدنيا فوق صخرة  امام رفيق اسراري،لابوح له اين خبات مفتاح صندوق دواوين واشعاري وكيف كنت اعلم الصبر يكتب على الورق ويصنع من الصمت اجنحة في كل ليلة تحلق بسماء الدنيا لتنمو ويكبر ذلك النبض باحشاء قلبي حتى تستقيم الانا فهذا ما جنيت من الدنيا نبض مازال يدق بالحياة وعقل مسح ذاكرته ذلك العدو الخبيث كانياب المكر اذا تسللت بين الجلد يمحو كل الوان الحياة لتتحد بلون الموت.حرريني من هذا الدواء ودعيني أقبل وجه الشمس وأحلق مع أوراق الخريف قبل أن أجبن .....


بقلم الاديبة نور الرحموني

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

خسرت نفسك

 خسرت نفسك متى خسرت نفسك ضيعت يومك وأمسك محوت ذكراك وإسمك لِتباع في أبخس صفقة متى سرت بهذا المضمار أين جرفك وأخذك التيار ألقيت الطهر في سعير...