من صهيل الجرح اكتب ،ومن نزيفه اترنم ،ياأيها الوطن المعلق جثمانه على كتفي لن أكل بحملك ولن أرمي بك في هاته المتاهات البعيدة..
كنت ولازلت أعشقك ،أعشق فيك لمسة أمي وحضنها الدافىء ، أعشق فيك صبية غجرية تترامى ضفائرها على كتفيها وتطلق ساقيها للريح تسابق الفراش الذي يحط ليغازل شقائق النعمان والنرجس البري .أعشق فيك عودة الخطاف الى أوكاره عندما يحين الربيع وأظل أنتظر عودته كحلم جميل..
أعشق فيك الهضاب والروابي الخضراء والوادي الصغير الذي يتخللها رقراقا عذبا ارى في صفاءه صفاء نفسي .وأظل أنهل من هذه الجداول دون ان أرتوي لأن في قطراتها حبا للحياة ونغما للأمل البعيد .
أعشق فيك الماضي ، والحاضر ، والاتي ، وأظل أغني أهازيج الأطفال بأعذب الألحان حتى يدركني الليل وأنام على الحصير بين رفرفة أشجار التين والزياتين .
أيها الوطن المخيم في رفوف ذاكرتي ، الرابض بين أضلعي ، المسافر في دمي ...
اليك اكتب وفيك أتألم وبك احلم الحلم الجميل فدمت لي مرفأ آمنا استظل به من سموم اللوافح الرمضاء .
سلوى سويسي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق