سلسبيل الأعماق
________________
ما عدت أطيق
الكتابة عنك
بضمير الغائب
كمن يكتب عن الشمس
يحسبها غائبة
وهي مشرقة تصنع النهار
أمام عينيه بكل بهائها
فهو الغائب و ليس الشمس
فقط يحتاج لإلتفاتة
ليراها كيف تطلع
من بحر الليل والضوء
يقطر من شعرها الذهبي
أيها القلب
الربيع أمام عينيك
لِمَ تكتب عن الخريف
الزهور أمامك تضحك لك
لم تكتب عن باقة ورد
مصنوعة لا أعرف منذ متى
تستقر في المزهرية بسحرها الأبله
وأنت خلقت لتنقل أسرار
ومعاني الجمال في الروح
فلا تكن قصائدك
كالحجارة أوأشد قسوة
دعها
تضرب الأرواح بزهورها
بكل ما أوتيت من عطر
خلّها
كشلال من الألحان
يبلل رذاذه النفوس
فيقولون
ما أروعها بنت الينابيع
ما أعذبها أخت الغيوم والأمطار
ما أحلى أشعتها صديقة القمر
تسقسق ماؤها
كساقية آتية من أعالي الجبال
فإذا شرب العشاق من سلسبيلها
تسمع صوت _ الأحأحات _ من
أعمق أعماق القلب
_______________________________
د.عبدالله دناور. ٢٠/١٠/٢٠٢١
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق