(( امرأةٌ في عُنقِ زجاجة ))
أحْدِسُ قدري ، لستُ بكاهنةٍ
أو عرّافة ..
تلعبُ بالحصا، ترسمُ الدوائر .
ثكناتُ عمري مغمورةٌ
بين خواصرِ أمواجِ عتيدة
كأنّ الريحَ تُسمِعُني خُرافة
أو جنونا يأتي يعمي البصائر .
تكدّستْ نداءاتي كالحجارة
أمُضُّ جرحاً وأنا حبيسةٌ
في عُنقِ زجاجة
أرنو لقِبلةٍ تومضُ دربي
تنشرُ الودَّ اشتهاءً
كالسماءِ مزروعة بالنجوم .
نبتَ الصبرُ بين أضلعي
وشمس تذوبُ بين الغيوم .
شيء ما يُوقظني
ترنيمةُ ليلِ تُوغِلُ في قلبي
صدى نبضٍ يؤرقُ مِحجري
إنّه هوى
كأقمارِ الشوقِ يدنو بذراعيه
يبزغُ من فجرٍ كنتُ أرقبه
يغرزُ أعينَ الوداد بيديه
يخرجني عاشقةً
لكنّ طيرَ الهوى نفضَ ريشَه
مناقيرُ أمطاره تُنبِّئ بالهموم
قد لملمتُ حروفي حطبا
لتدفئ شريانه ، تُضيء سراجه
هأنا أراه ينأى عن وطني
يصبُّ راجفاتِ الحزن بمقلتيه
يبعثرُني بواحةِ جدباء
أتوه بين عاصفاتِ الرمال
أسعى مراتٍ ومرات
بين أراجيحِ شوقٍ وحائطِ حرمان
لعلّني ألتمسُ عينَ ماء
لحظ لقانا يُشتِّتني بحافرِ الأسى
يُلقي عليَ خاتمَ الهوى
باهتاً يتبعُه شططُ كلام .
شاخَتْ عروقي، مافرّقتْ غرّةَ الشهور
مَنْ يبري دمي المحروق؟
ليلي الداجن أسكنتُه بمرابدِ الشعر
أتضوّرُ شوقاً لأصابعِ قصيدة
يرَدِّدُها بين مشارقِ و مغارب
تاريخاً يسطو على كل العصور
لكنَّ....
خيطاً من بُخار يداهمُ عيني
أتراه يطفئُ مشكاةَ روحي؟
أم يقرضُني العمرُ قميصَ هدى
يُباغتُ تلافيفَ قلبي
أسرجُ خيلَ قوافلِ الأحلام
أتمتمُ في وجلٍ وخجلٍ
آلآنَ تمشّطتْ أيامي؟
ماكنتُ أحسبهُ لُجّةً
تدفّق كعينِ زمزم
ولم أعُدْ امرأةً في عنقِ زُجاجة .
بقلمي/ سناء شمه
العراق
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق