لغتنا الجميلة
في القافية
البحث الرائع عشر
عيب .. الايطاء
عرضت كتب التراث " الايطاء "
من الوطء ، كأن الشاعر أوطأ القافية عقب أختها . جاء في كتاب " العمدة في محاسن الشعر و آدابه " لابن رشيق القيرواني ما يلي :
" الايطاء ، هو أن يتكرر لفظ القافية ، و معناهما واحد . و كلما تباعد الايطاء كان أخف
و من أقبح الايطاء قول تميم بن أبي مقبل :
أو كاهتزاز رديني تداوله أيدي التجار فزادوا متنه لينا
ثم قال في القصيدة غير بعيد :
نازعت ألبابها لبي بمقتصد من الأحاديث حتى زدتها لينا
و أشد من ذلك قول أبي ذؤيب الهذلي :
سبقوا هويَّ و أعنقوا لهواهم فتخرَّموا ، و لكل جنب مصرع
ثم قال في صفة الثور و الكلاب :
فصرعنه تحت العجاج فجنبه متترب ، و لكل جنب مصرع
فكرر ثلث البيت .. "
ثم يضيف ابن رشيق :
" واذا اتفقت الكلمتان في القافية ، و اختلف معناهما ، لم يكن ايطاء . (2 )
و اذا كان أحد الاسمين نكرة ، و الآخر معرفة .. لم يكن ايطاء (3)
كقولنا .. جبل .. الجبل
و كذلك " ضربَ " للواحد أي للمفرد ، و " ضربا " للاثنين ، أي للمثنى ,
لم يكن ايطاء ،
و كذلك " لم تضربِ " و أنت تريد للمذكر و " لم تضربي " للمؤنث ..
لا يعتبر ايطاء .. و كذك : " من غلامِي " مع الاضافة ، و " من غلام " دون اضافة .. ليس في هذا ايطاء أيضا . " كما أن تماثل اللفظ بين فعل و اسم لم يكن ايطاء كقولنا :
"ذهبَ " و تريد به الفعل .. و " ذهبٌ " تريد به الاسم
و لا بد من الاشارة الى أن العرب سمحوا بتكرار القافية بين بيت و أخر يفرق بينهما سبعة أبيات فما فوق .. باعتبار أن العرب اعتبروا القصيدة لكي تسمى قصيدة يجب أن يكون عدد أبياتها سبعة فما فوق .. عندها يمكن تسميتها قصيدةأما اذا أتيت بلفظة " زوج " تقصد الرجل .. و " زوج " تقصد المرأة ,, فهو ايطاء لأن اللفظ و المعنى واحد سواء للرجل أو المرأة .
كذلك .. اذا قلت .. أنت تضرب . و هي تضرب .. فلفظهما واحد أيضا ..
و هو يعتبر ايطاء .
سيكون بحثنا القادم باذن الله .. في عيب " الاكفاء " .. و أرجو أن أكون قد بينت ما تقدم من عيوب القافية .
....
خالد ع . خبازة
اللاذقية / سورية
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق