( اتركني دقيقةً )
أتركني دقيقةً
أركضُ فيها مع الريحْ
أطيرُ على جنحِ فراشةٍ
من دون إذنٍ
أو تصريحْ
أتركني دقيقةً
وخذ مدني وأحزاني
وحيطاني التي
مِن حولها حيطاني
خذ واجباتي
مخططاتي
وقتي المقيدِ بالساعاتِ
حتى أقراصَ الألمِ
والضغطِ والندمِ
والروشيتات المؤجِلَة للعدمِ
خذ إسوارتي
أقراطي
ميزان حرارتي
قلبي الذي مزَقتُهُ
بسنارتي
وجميعَ مستلزمات
العصر القبيحْ
خذها
واتركني دقيقةً
أخرج فيها من نفسي
أتسلق على ظهر غيمةٍ
أشدو لبلبلِ شجرةٍ
أتحول من قطةٍ إلى نـــَمِرَةٍ
لشراسةِ لبوةٍ
أنا خلقتُ لأكونَ شعلةً
ثورةً
نبضةً
ما لي ولدنيا التماسيح
اتركني
حررني أعتقني أهجرني
ودعني لدقيقة
ألعب فيها مع الريحْ
اتركني أتنشقُّ طعمَ الحريةِ
اتركني أكسِّرُ
أغلالٓ المزهريةِ
أعود وردةً لبريةِ
يغازلني العشب والرملُ
وأصابعُ الفلاحين السمرُ
ما نفع الهواء
لو كان الجناحُ كسيح
اتركني واعتقني
حررني واهجرني
وبعصف الزوابع امطرني
ألعبُ كالطفلِ وأتوهُ
قلبي حرٌّ
لا تكبلوهُ
أرقصُ للغيمِ
أشدو للشمسِ
وأدوسُ على الأمسِ
وأركضُ
وألعبُ وأمرح
وهموم الدنيا
عن شراييني أزيح
اتركتي
اتركني دقيقةً
ألعب فيها مع الريحْ
( بقلم ربيع دهام)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق