لروح الشاعر العراقي الرائع --سعدي يوسف-الذي توفى في بريطانيا-
-----------------الشاعر الفلسطيني-محمد الحنيني--البرازيل
---
مات الشاعر (سعدي يوسف) في لندن
لم تمت الغربة
ولم يمت الوطن
كل ما هنالك
أن الأرض آوت جسدا آخر
في باطنها بعد أن كان على ظهرها
ومضى الزمن
لم تتوقف الهجرة ولا الرحيل
والكثير من يدفع الثمن
في سوريا والعراق
وفلسطين ولبنان واليمن
مات (سعدي يوسف)
وكلنا شوق وحسرة وحزن
مات الذي أخذته الغربة
واحتضنت جثته في كفن
والذي كان نخلة وفراتا روحا وبدن
بعيدا عن روحة مات خارج الوطن
---
يا أيها الوطن الجريح
القابع في الصمت
المسحوق تحت أقدام المآسي والمحن
المسلوب من خيراته ومدنه وإنسانه
وكأن شعبه لا زرع ولاحصد
ولا طحن ولاعجن
---
مات (سعدي يوسف) ودواوين شعره في الفضاء
في النفوس في القلوب
وشم شعر صارخ على البدن
وكلمات ثائر على لسان من ومن ومن
--
مات سعدي يوسف
كما يموت المهجرون
الحالمون بالرجوع للحياة في الوطن
قبره في (بريطانيا ) وروحه في (حمدان)
كنخلة صامدة صابرة شاهقة
في العراق في البصرة في بلاد الرافدين
تمرها في فم كل عربي يعشق الوطن
---
مات سعدي والغربة شاهدة على
وفاته وحبه لأرضه وشعبه
ووطنه بالخفاء والعلن
مات الشاعر وبقي الشعر
مات الجسد وبقيت الروح
في هذا الفضاء الرحب تغرد
كالعندليب كل صباح ومساء
حبيبي يا وطني أين أنت
أنا هنا وربما أعود اليك في كفن
---
ضاق العراق أمام جثته
التي إنتظرت عشرات السنين
من محن الى محن
مات الذي راقص العراق
في كل الحفلات والاحتفالات
والمهرجانات والمناسبات
وما عصفت به من مشكلات وفتن
مات الذي قال مرار للعراق ياعراق
يا بلاد الرافدين يا حضارة التاريخ
في القلب انت يا عراق في العين
بل في كل عين سهرت لتحرس الوطن
---
تحيات-الشاعر المغترب محمد الحنيني--البرازيل
--
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق