الخميس، 22 أبريل 2021

عبدالفتاح حموده

 تأتي الرياح بمالاتشتهي السفن

منذ أن توفي زوجي وقد زادت الاعباءالملقاه على عاتقي وقد أخذت من نضاره وجهي وقوامه جسدي ما أخذته تدريجيا ومن يومهاأصبحت بمثابه الأم والأب لاولادي وقد أعلنت الرفض التام لكل من تقدم للزواج مني ولست أنا التي تتزوج بعد زوجها الذي اسعدني طوال حياتي وكان مثالا للزوج الطيب الحريص على إسعاد زوجته والجدير بكل حب واحترام.

وقد ظننت أن الأعباء الثقيله الملقاة على عاتقي كفيله باخماد الجسد وإيقاف الفكر ومواجهة الاحساس بالوحده بعد انشغال الناس عنا بأمورهم لدرجه انه لم يعد اي احد يهتم بمتابعه أمورنا والسؤال عنا ولو هاتفيا ولهذا أحسست بأن الدنيا قد خلت تماما. والاحساس بالعزله يتزايد يوم بعد يوم ولم أعد أحتمل الحياه بمفردي أبدا .

ولعل هذا الاحساس مهد لي أن أستقبل (طارق) الذي وجدته لايختلف كثيرا عن زوجي وقد جذبني إليه رقه حديثه وأسلوبه الهادئ وسعه صدره للتفاهم والتواد والحرص على إيضاح نواياه إذا غلبت على الطرف الآخر فهمها أو ظن بها غير القصد المنشود ومن الغريب أن طارق هو الآخر يعاني نفس الاحساس رغم أنه متزوج ولكن زوجته مشغوله عنه تماما بحضور مؤتمرات وندوات وكلها تخص تنميه الاسره وإيجاد الحلول المناسبه للمشاكل التي تتعرض لها.

وقد قررنا انا وطارق مواجهه أمورنا مواجهه جاده عاقله دون إلحاق اي ضرر بزوجته وأول ما نفعله أن يعيد عليها طارق تقصيرها في حقه ويمهلها مده معينه لتؤكد حرصها على إسعاده وتوفير سبل الراحه له وتعويضه عما فات وان تكون له زوجه صالحه وليست زوجه على الورق دون أي اهتمام وان تلتزم بما تقدمه في ندواتها ومؤتمراتها  في البيت.

والخطوه الثانيه انه لا مفر من زواجنا على أن يخبر زوجته تدريجيا بذلك طالما هي غير قادره على  القيام بدورها كزوجه. ولم يفوتني أن ادع الفرصه لطارق ليتقرب إلى اولادي حتى يتقبلوا أمر وجوده في حياتنا فيما بعد وكنت على ثقه تامه انه سوف يفلح في مهمته.

هكذا رتبنا أمورنا بعقليه واعيه حريصه علي الحفاظ على علاقتنا وان كان الذي يفكر بعقله يظن أن الامور كلها بيده. وظننت انا وطارق أن الأمور قد آلت الينا وأنه لم يتبق الا بضعه خطوات نبدأ حياتنا بعدها.

وذات ليله عدت انا وطارق للبيت تلبيه لدعوة أولادنا ووجدناهم قد أعدوا وجبه عشاء متواضعه على قدر امكاناتهم الا انها تعني الكثير وان كنت قد أحسست أن هناك شئ ما يدبره أولادي وراء هذه الضيافة و بعد انتهاء الضيافة استأذن ابني الأكبر اسامه الانفراد بي لوقت قليل وتابعه مجدي ثم ناهد وهنا زادت حيرتي وشغفي لمعرفه ماوراء هذا كله. وكانت المفاجأة وبدأ  اسامه يتحدث في هدوء تام:_

شوفي ياماما.. احنا فكرنا كثيرا في أمر زواجك من عمو طارق ووجدنا من الصعب بل غايه الصعوبه أن نتقبل رجلا غريبا مكان ابي وقد أعددنا هذا الحفل للترحيب به كصديق ولكن ليس كاب بديل لنا

جلست في غايه الصمت واذهلني الأمر كله وطال بي الوقت في دهشتي وذهولي ونسيت أن طارق جالس في الخارج فخرجت مسرعه إليه فوجدته قد انصرف...

مع تحياتي عبدالفتاح حموده

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

جارة القلب / عمر طه اسماعيل

 لا تبعدي..  وظلي جارة..  للقلب..  اهواك ٍ..  لا اقدر عيشا دونك..  والبعد عنك..  يامولاتي..  جرم ٌ..  وذنب..   اني ولدت..  من جديد..  ويوم م...