يا قمر
يا أيها القمر المضيء في السماء
أين أنا أين خيالي يستضاء
يا أيها القمر سليل العابدين
هل انت ضوء يُخْمِدُ كل الرجاء
أو انت شاهد من قرون بالحروب
و لقد رأيته طاغيا قتل النقاء
و كذا رأيت من يسير بلا طريق
و شَهِدْتَ عن كل قبوع و انتماء
و كنت انت حاضرا صيفا شتاء
ما بين خل خادع يرجو الهجاء
و بين نفس ضائعة ترجو بصيص
أو انكسار قد ولد خلف البقاء
فكيف قد أُعْطيت انت حكمة
تُخْفي صراعا في الليالي كما الفناء
و ترى الحروب في النهار و الصراع
و إذا حللت تَبتَكِر صمتا زهاء
فتحرِرُ بجيش همسك صادحا
و تكشف ما كان في اليوم رياء
أرأيتني قد كنت خامدة من سنين
و رأيت قلبي سائرا مع الفداء
و لمحتني بين استقامة دامية
أو حتى في نور يعاكسها الدلاء
إن فاض منها الماء يرجوه الصفون
أو كُنتُ ربما بين كُدْرٍ أو صفاء
أين أنا من نورك قبس عظيم
سبحان ربي يخلق كيف يشاء
و شهدت انت من سنين غابرات
لكل داء قد خلق خير دواء
و السيل فينا يا قمر زاد الجروح
مرض و موت تسمعه كل مساء
و فقدنا نحن من أحبتنا الكثير
تركوا رياحا عاصفة نسوا العزاء
كسروا ظنوني مرغوه الكبرياء
تركوني هالة قد يهاجرها الغطاء
لترى الرحيل في الوجود واثبا
من تنتظر قد راح يمشي للقضاء
عبدلي فتيحة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق