حادثة - رانية مرجية
لا تدري ماذا حدث!
كلُّ جزءٍ بها انتفضَ.. صرخَ.. تَحدّى وزنَ جسدها الأشبهَ بوزنِ الفيلِ.. المتعبِ المترهِّلِ الآيلِ للفَناءِ بكلِّ لحظةٍ.
غادرتْها روحها لتبحثَ عن حرّيّتِها.. أرادتْ جسداً محصّناً.. قويّاً.. مرِناً.. مَمشوقاً.. أكثرَ شباباً ونضارةً ورونقاً.
لَم تحاولْ منْعَها، ولن تتربّصَ بها أو تسجنَها، فللرّوح كاملُ الحريّةِ في اختيارِ الجسدِ الّذي يُناسبُها، لاسيّما أنّها (هي) شاختْ قبلَ أوانها.
عجيبٌ أمرها!
سئمتْ من نفسها، ومِن شكلها، ووزنها.. كانت تائهةً، ومُمزّقةً، ومذبوحةً، ومشتّتةً، لدرجة أن أصبحتْ لدموعها طعمُ "الشّوكولا"، و"الجاتوه"، و"الستيك".
ازدادَ في وزنِهِ، واستشرى في تضخّمِهِ، وهي لا لها، ولا عليها.
كرهتْهُ، تنكّرتْ لهُ، انتقمتْ منهُ.
ألَمْ يَخذلْني؟ ألَمْ يتخَلَّ عنّي؟ أما سمحَ للذّئابِ أن تشوِّهَهُ.. تُذلَّهُ.. تُدميهِ؟
كانَ مُستسلماً بعدَ أن خدّروهُ، وعندما انتهى مفعولُ المخدّرِ، اكتشفتْ أنّها لَم تعُدْ تلكَ الطّفلةَ الصّغيرةَ البريئةَ.
كانوا يرقصونَ حولها بحلقاتٍ شيطانيّةٍ.
عرفتْ مِن يومِها معنى الألمِ..
فهمتْ كيفَ يُدنّسُ الحبُّ..
أدركتْ كيفَ ألبسوهُ ثوبَ الدّعارةِ!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق