الجمعة، 16 أبريل 2021

عبدالفتاح حموده

 هل اجفف دموعي

قد تشقي اي امرأه عند طلاقها.. أما أنا فلا اعرف ااحزن ام افرح.. ااشقي ام اسعد.. اابكي ام اضحك..!

على قدر بكائي لما آلت إليه حياتي الزوجيه بقدر ماخشيت أن يتهمني الناس بالجنون لوصرخت بأعلى صوتي أعلنها صراحه أن اليوم هو اسعد ايامي فقد أحسست أنني كالعصفور إلذي خرج من القفص إلى رحاب الحياه الواسعه يشعر بالحريه.

فقد شقيت في حياتي الزوجيه مالم تشقي منه أي زوجه.. اسامه زوجى _سامحه الله_لايقبل اي حوار بيني وبينه ويرى أن مايقوله لاجدال فيه وإن الأمور كلها صغرت أو كبرت ترجع إليه وحده.. لانقاش.. ولارجعه فيما يأمر به فضلا عن غيرته الشديده لدرجه أنني أحسست بالاختناق اذ انه يلاحقني في كل وقت فيما اقوله.. وما أفعله.. لايعنيه أختيار الوقت المناسب حتى لوكنت بين أهلي.. أو مع جيراني.. أو صديقاتي أو على الهاتف عندما اتحدث مع أي أحد منهم.. ويتابع مكالماتي في الخفاء أو العلن.. حتى أغلقت هاتفي تماما بل وتوقفت عن زياره أو استقبال أي أحد فعشت في عزله تامه بسبب غيرته الشديده ليس هذا فحسب بل وقد قرر تأجيل الانجاب لوقت غير معلوم فلم ادري هل يريدني حبيسه له في سجن الحياه الزوجيه.. يريدني جسدا لا روح فيه يشبع نزواته فقط..!

ظننت في بدايه الأمر أن غيرته بسبب حبه لي ولكن أيقنت أن غيرته تعني أمر من أمرين اما انها تعني الامتلاك الشئ وعدم التفريط فيه كالطفل الذي لايريد أن يقترب اي طفل آخر من لعبته حتى لوكانت هذه اللعبه مكسوره لانفع لها.. وأما غيرته خشيه أن يتهمه اي احد باي شئ يمس رجولته اي خوفا على شخصه فقط والغيره هنا لاتنم عن أي عاطفه من قريب اوبعيد.

وإذا ناقشته في أي أمر أنهال على بالضرب والسباب باقذر الكلمات وقد بذلت كل مافي وسعى حتى لايصل الأمر بيني وبينه إلى هذا المنحدر الضيق حتى لا أشعر بالتقصير في دوري كزوجه ولايتهمني اي احد بذلك.

بكيت بشده عندما تسلمت وثيقه الطلاق فقد ظن البعض أنني ابكي لهذا الامر فحسب إذ أن الناس تدرك تماما أن الطلاق هو طعنه قاسيه تدمي قلب اي امرأه سواء جاء طوعا أو كرها.. لأن الناس تنظر إلى المرأه المطلقه انها فشلت في دورها كزوجه وأنها لم تحرص على بقاء زوجها في حياتها.. ولم تحافظ على استمرار حياتها الزوجيه ولا أدري لماذا يوجه الناس أصابع الاتهام إلى المرأه المطلقه وحدها رغم أن هذا الأمر غالبا بيد الزوج الذي يسعى للانفصال عن زوجته دون أن يسعى لايجاد حلول مناسبه قبل ذلك.

فزوجي لايرى الامايراه.. والمرأه عنده لاتفكر.. لاتعارض.. لاترفض.. تخضع.. تطيع.. تذل.. تنزف من جراء الانفصال ومايترتب عليه.

وهل يسأل الزوج عن الذبيحه التي ذبحها وألقى بها بعيدا. بلا رحمه.. أو أدنى تقدير أو اعتبار لها.

وقد يحرص الرجل على الحصول  على إقرار مكتوب من مطلقته بأنها لن تطالبه بأي حق من حقوقها امعانا في اللامبالاة تجاهها ولكي يشعر أنه قد احكم طعنته لها.. وبعد ذلك يزهو بانتصاره ويرفع راسه في فخر أنه قد خرج فائزا ولن تهزمه امرأه ابدا.

ليت امي ما ماتت فهي  الحضن الدافئ الذي أشعر بالطمانينه والراحه كلما ضاقت بي  الحياه وظلمنا فيها البعض ولاسيما الزوج.

وقد نصحني البعض أن أنسى ما حدث وان أعود إلى عملي وبالفعل عزمت على ذلك

وذات يوم وانا فى مكتبي بمفردي وتذكرت ما أصابني واعاني منه من نزيف من جراء ما فعله زوجى بي وافقدني الاحساس بالحياه فانهمرت دموعي بلا انقطاع..

وهنا حدثت مفاجأة ففوجئت برجل يناولني منديلا وعلى وجهه ابتسامه هادئه وطلب مني برفق أن اجفف دموعي..

- حضرت الاستاذه ليلي

-نعم انا ليلي 

-انا احمد .. وقد علمت من جارتنا منال ماحدث لك.. والمعاناة التي عانيت منها في حياتك الزوجية..

... _

-أعجبني كثيرا حرصك على القيام بدورك كزوجه لوجه الله ومدى صبرك وقوه تحملك لمواجهه صعاب الظروف.

... _

_ لقد ظللت طوال عمري ابحث عن زوجه مناسبه تتوفر فيها صفات معينه ولم أجدها الا فيك يااستاذه ليلي 

... _

_أعرف أن التوقيت ليس ملائما لهذا الحوار.. ولكن أعتقد أنه لايمنع أن أقف بجوارك واخفف عنك ونحاول معا نسيان ما حدث ونبدأ صفحاته جديده لنعيش الحاضر والمستقبل معا فحن نعيش الحياه مره واحده

..._

_هاأنا أمد يدي لك.. انا الآخر بحاجه لك لامراه مثلك فقد عانيت كثيرا من البحث عن المرأه المناسبه للزواج منها وتعثرت كثيرا من هذا الأمر بشكل لايخطر ببال احد ابدا.

لا أعرف لماذا تركته ليقول لي كل هذا.. وكيف لازمت الصمت بهذه الصوره أثناء حديثه..؟

هل لأن حديثه قد جاء مفاجأه لي لم اتوقعها فعجزت عن الرد ام لأنني  أحسست بالفعل - كما أخبرتني صديقتي منال _ أن احمد شخصيه عاقله هادئه تتسم بالشفافية والصدق فيما يقوله ويحس به.

لا أخفي سرا اذ أنني أحسست بالفعل كأني أعرفه منذ زمن بعيد لبساطته وطلاقه تعبيره عما بداخله الأمر الذي جعلني أرتاح نفسيا لحديثه معي.

وجلست أفكر..

هل أأذن له بدخول حياتي  أم  أعرض عنه خشيه أن أتعرض لماساه أخرى..؟

ولازال المنديل في يدي ولا أعرف هل اجفف به دموعي أم القى به بعيدا عني..!!

مع تحياتي (عبدالفتاح حموده)

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ساهجوا ذاتي

 مُحاكمة للذات # # # 2025 ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ...