ـ المعلّم ـ
ـــــــــــــــــــ
مسكين أنت ومغبون أيها الطائر إذ جعلك ابن آدم رمزاً للشؤم والطيرة ولو عقل لشكرك على فعلتك يوم دللته كيف يواري سوءة أخيه حين قتله حسداً واقترف بذلك أول جريمة في التاريخ البشري فيا لسوء ما اقترف واستنّ لهذه البشرية النكداء الحاقدة الجاحدة.. ما أظلم بني آدم إذا لم يعقل ما سخره الله له من كائنات.. والفضل لمن علّم.. نعم أنت أول استاذ في الدنيا ..أول معلم لهذا البشري الجاهل الذي يتبجح بعلمه حتى إذا رقي في معارج العلوم والمعارف ظنّ أنه قادر على كلّ شيء وامتلك أسباب كل شيء ونسي المسخر والمسبب للأسباب والمعلم ابتداءـ وعلّم آدم الأسماء كلها ـ فلا تستغرب أيها الطائر الوديع الجميل الأسود.. وما اسودّ ريشك إلا من ظلم الأناسي وما صوتك الحزين إلا صوت أنين ذلك المقتول المجندل المعفر بالتراب واستنكارك لفعلته وصوت ندم و ندب ذلك القاتل وحيرته كيف سيخفي جثة أخيه فيا لحسن ما علّمت وأشرتَ وأنت تبحث في الأرض وما كان درسك إلا إيماءة فقط.. فما أجمل أسرابك تطير وتجفل إذا اقترب منك الكائن القاتل المستمرّ القتل في سنّة ولا أفظع..لا أعرف لماذا كنت أحبّ أسرابك وهي تجول في حقولنا في الصغر ولماذا كانوا يطردونك منها أما وقد عرفت قصتك معنا نحن البشر الجاحدون دائماً وجب أن أثني عليك ولو كنت أعقل يومذاك لجعلتك تسرح وتمرح فيها على راحتك.. تستحق أكثر من ذلك أيها المعلّم.. فهل جزاء الإحسان إلا الإحسان يا صاحب اليد البيضاء على البشرية منذ الأزل أيها الطائرالجميل الغراب.. فلولا درسك هذا وإن كان لبعض الشعوب طرائق مختلفة لإخفاء أجساد أمواتهم لبقيت جثة ابن آدم ميّتا أو مقتولا في العراء تنهش فيها الديدان والجوارح والسباع حتى تجهز على لحمه وتبقى العظام نعثر بها نحن الأحياء حتى نلقى نفس المصير.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
د. عبدالله دناور 29/1/2021
الاثنين، 1 فبراير 2021
ـ المعلّم ـ...... د. عبدالله دناور
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
بين الجدرلن بقلم عمر طه اسماعيل
بين الجدار وذا الجدار حكاية وحكاية وخواطر ورواية وتدور من حولي الحروف فأنتقي بعض التي تجتاح قلبي جمرة وتحط في سطري القوافي كلما زار الحن...
-
نور عيني ------------ ينتابني الذهول والفزع ويتسرب الألم إلى حنايا قلبي ويهوي بي الحزن في أودية التيه كلما زارني شبح غيابك عني فيا ملاكي.....
-
سألت الليل.. ياليلي.. لما الاشواق.. لماذا تطوف الروح.. بغدادا.. تزور الكرخ.. والحارات.. والانفاق.. لماذا.. يهيم القلب.. مجنونا.. ...
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق