قصة قصيرة
بقلم: مرشد سعيد الأحمد
العِرق دسّاس
لقد تأثرت شخصية خلف بالطبيعة الخلابة على ضفاف نهر الجغثم حيث تتربع قريته تل ألمگأصيص على هضبة مطلّة على النهر إضافة إلى أناقته وجمال مظهره ودبلوماسيته في الحديث وخاصة مع الجنس الآخر
وهذا الحديث أصبح بمثابة مبدأ وثقافة تربي عليها في حياته.
فله على ضفاف هذا النهر ذكريات جميلة مع البنات اللواتي يَرِدن النهر لجلب الماء إلى منازلهن يسميهّن أهالي المنطقة "الواردات " حيث كان اللقاءات تجري وسط زقزقة العصافير وطيور النورس التي تغط في الماء بين اَلْفَيْنَة والأخرى وحفيف الأشجار التي كان يجلس تحتها مع عشيقاته
بعد حصوله على شهادة الدراسة الثانوية التحق بالجامعة ليدرس هندسة المعلوماتية والاتصالات ويعود إلى بلده مهندس كومبيوتر تتلمذ على يده كبار الأطباء والمهندسين وطلبة الجامعة.
ولكن على الرغم من زواجه وكل ما وصل إليه من مكانة اجتماعية وعلمية لم يستطع التخلي عن سلوكه وتربيته
واستمتاعه بالجلوس مع الجنس اللطيف والحديث معه.
ففي إحدى الدورات التي تقيمها الوزارة المعنية التحق خلف وزميله حنا أبو إلياس بإحدى الدورات التي جرت في العاصمة لمدة أسبوع.
قضاها مع صديقه أبو إلياس في زيارات متعددة بعد نهاية الدوام الرسمي إلى سوق الحميدية وسوق الصالحية ومنتجع قاسيون وغيرها.
في اليوم الأول من الدورة لفتت انتباهه مهندسة شامية الأصل اسمها سوسو من خلال رِقة جمالها ونعومة صوتها وعيونها الملونة وابتسامتها البريئة فقرر التقرب منها والحديث معها في أي موضوع.
جلس مع صديقه أبو إلياس في المكان التي تجلس فيه سوسو للعمل على جهاز الكومبيوتر بعد أن أخبره خلف بما يدور في ذهنه وأراد مساعدته
وما أن قامت سوسو بتشغيل الكومبيوتر حتى فاجأها أبو إلياس بلهفة قائلاً: ممكن يا آنسة تفتحي أصابع يدك
فردت عليه باستغراب قائلة لماذا؟
فأجابها أبو إلياس أنا أعرف اقرأ الكف وواضح أنك تعرضني لصدمة عاطفية قوية
فردت عليه قائلة: كلامك صحيح
لقد فشلت خطوبتي عدة مرات دون اعلم السبب
وعندها شارك خلف بالحديث قائلاً:
إن البنات الحلوين من أمثالك يتعرضن للإصابة بالعين
من الكثير من الحساد وخاصة الأقارب.
فهناك بعض البشر عندهم قدرات خارقة بحيث تصدر من عيونهم أشعة تشبه الليزر قد تكون قاتلة أحيانا للشخص المصاب أو مدمرة لمستقبله بحيث لا يوفق في الزواج
ولا في العمل.
ومعالجة هذه الحالة تتم من خلال المشايخ والأذكار الدينية من أمثال المهندس والشيخ أبو إلياس.
وفي اليوم التالي تحول مركز الدورة إلى مزار تَامَّة نساء من مستويات راقية وبسيارات أخر موديل لزيارة ومقابلة الشيخ أبو إلياس ليكشف لكل واحدة عن بختها "حظها "
وعند السؤال عن هؤلاء النسوة يكون الجواب لا تسأل
هؤلاء النسوة سيدات مجتمع
بعد نهاية الدورة والعودة إلى تل ألمگأصيص
رد أبو إلياس على سؤال خلف عن سر تعلمه قراءة الكف
قائلاً: لقد اشتريت كتاب من على الرصيف في إحدى.
شوارع حلب بعنوان قراءة الكف وحفظته كاملاً بشكل جيد فهو يتحدث عن عموميات تحدث مع أغلب البشر
واستطعت بذلك التعرف على أي فتاة تعجبني والوصول إلى ما ابتغيه منها بكل سهولة ويسر
ورداً على سؤال خلف وماذا عن سيدات المجتمع
أجاب أبو إلياس قائلاً: أمام الساحر جميع النسوة تتساوى وتصبح كالحمل الوديع لا حول لها ولا رأي تنفذ كل تَأْمُر به والزوج أخر مَن يعلم.
انتهت
بقلم: مرشد سعيد الأحمد
ملاحظة : اعزائي الاصدقاء سوف اكتب لكم قصص جديدة بمواضيع مختلفة بعد هذه القصة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق