قلبٌ حُر
--------
اذا أسرت ركاب المُعرِضينا
فذي الآثارِ مرقَبُنا سنينا
سجيتُنا الوفاءُ بكلِّ عهدٍ
ونحملُ جرحَنا ابداً دفينا
قلوب قد شدونا الحبَّ دوما
وما يوما على حقدٍ ربِينا
فذا جيشُ الخواطرِ قد تراءى
ومعركةُ الهوى لاحَت يقينا
وللهمساتِ سحرٌ ليس يخفى
وللعبراتِ شجوٌ يعترينا
وفي الغبرات منثورُ الثريا
دليلٌ نقتفيه وما هُدينا
اذا خُضنا غمارَ الحبِّ يوما
توسّمنا الجراحَ فقلِّدينا
نسامرُ خاطراً نشدو فيصحو
سميرُ الليلِ أقبلَ حَدِّثينا
لئن نطقت شفاهُ الوصلٍ همساً
فبعضُ الصدِّ يلهبُنا حنينا
ننازع في الهوى الذكرى فتغدو
سهاماً والفؤادُ مضى مكينا
إذا نصحو على جرحٍ فيشفى
عذابات الجراحِ تثورُ فينا
وهذي الروح قد أبلت شراعاً
وضيعت المرافئ والسفينا
فلا الأمواجُ تحملُ من أمانٍ
ولا السفّانُ منها قد يقينا
ولا الاوتادُ باقية فنبقى
خيام العمرِ منا قد بَلينا
هي ألأيامُ لعبتها دوارٌ
فليس لنا سوى أن نستكينا
سقتنا الغيثَ معسولا زمانا
وأشقَتنا قفاراً ما بقينا
ونالت منكَ يا القاً تجلى
تُقلّبُ ذا الشمالَ وذا اليمينا
وتغلقُ كل نافذةٍ علينا
فذاك الحرُّ قد أضحى سجينا
---------
د٠جاسم الطائي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق