مرحبًا يا صباحُ .
هذه الأبياتُ قيلتْ لطلّابِ الثّانويّة الذين كنتُ أعلّمُهم ، وقد أقاموا لي حفلةً وداعيّةَ بعد أنْ أحِلتُ على التّقاعد .
أمّا الإعتذار فلأنّي عدتُ إليهم بعدَ غيابٍ . كان لقاءً مفعمًا بالمحبّةِ والإحترام ِ.
اعتذارٌ ..
وها إنّي بعفْوٍ جئتُ أعْتذرُ
كفى أنْ عاتَبتْني عنكمُ الصُّوَرُ
وعُذري أنّني غُيِّبتُ من عتَبٍ
وفي العُتْبى لباسَ الصَّفْح نأْتَزِرُ
فـيا عشـْقًا لمـدرسةٍ حمـَلنـاه ُ
سلِ الأيّامَ : يحكي عشْقَه العُمُرُ
ويا أسفي ، فهذا العمْرُ أحْرَقَني
كما احتَرَقَتْ ببابِ الصَّدمةِ الفِكَرُ
لقد كنّا ، وما زلْنا نُداولُها
وفـي سُقياها ما يربو بهِ الزَّهَرُ
بهمْ كنّا ، بنا كانوا ، فيا عتَبي
أينسى الزَّهرُ أنْ في كمِّه مطَرُ ؟
أما كنّا كآباء ٍ، كأمّاتٍ ؟
فهلْ يمْحو ظلالَ النّخْوة الكَبَرُ ؟
وهل درَسْنا لماضٍ نحن نعشقُه
وهل غارتْ علينا تلكُمُ الغِيَرُ ؟
ونحنُ لهُم قناديلٌ مشعْشعةٌ
بأنوارٍ حبَاها العلْمُ والظَّفَرُ
ألَا قولوا أُصَيْحابي ، فقد نمضي
بلا رسْمٍ ليَبـقى فـي المَدى الخبَرُ
ألَا نَمْضي بصمتٍ ، كلُّه وجَعٌ
وفـي الصّمتِ اعتـبارٌ كلـُّه عبَرُ
ألا عُذْرًا أحبّتَنا ، لَئِن عُدْنا
كـفى بالعَـوْدِ أنْ يحْلو بكمْ بَصَرُ
عبد الله سكّريّة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق