أيها الملاح قم وأطو الشراعا .......
أيها الملاح قم وأطو الشراعا
لم نطوي لجة الليل سراعا
جدف الآن بنا في هينة
وجهة الشاطئ سيرا واتباعا
فغدا يا صاحبي تأخدنا
موجة الأيام قدفا واندفاعا
عبثا تقفو خطا الماضي الذي
خلت أن البحر واراه ابتلاعا
لم يكن غير أويقات
هوى وقفت عن دورة الدهر انقطاعا
فتمهل تسعد الروح بما
وهمت أو تطرب النفس سماعا
ودع الليلة تمضي إنها
لم تكن أول ما ولى وضاعا
سوف يبدو الفجر في آثارها
ثم يمضي في دواليك تباعا
هذه الأرض انتشت مما بها
فغفت تحلم بالخلد خداعا
قد طواها الليل حتى أوشكت
من عميق الصمت فيه أن تراعا
إنه الصمت الذي في طيه
أسفر المجهول والمستور ذاعا
سمعت فيه هتاف المنتهى
من وراء الغيب يقريها الوداعا
أيها الأحياء غنوا واطربوا
وانهبو من غفلات الدهر ساعا
آه ما أروعها من ليلة
فاض في أرجائها السحر وشاعا
نفخ الحب بها من روحه
ورمى عن سرها الخافي القناعا
وجلا من صور الحسن لنا
عبقريا لبق الفن صناعا
نفحات رقص البحر لها
وهفا النجم خفوقا وإلتماعا
وسرى من جانب الأرض صدى
حرك العشب حنانا واليراعا
بعث الأحلام من هجتها
كسرايا الطير نفرن ارتياعا
قمن بالشاطئ من وادي الهوى
بنشيد الحب يهتفن إبتداعا
أيها المهاجر عز الملتقى
وأذبت القلب صدا وامتناعا
أدرك التائه في بحر الهوى
قبل أن يقتله الموج صراعا
وأرع في الذنيا طريدا شاردا
عنه ضاقت رقعة الأرض إتساعا
ضل في الليل سراه ومضى
لا يرى في أفق منه شعاعا
والأسى الخالد من ماض عفا
والهوى الثائر في قلب تداعى
فاجعل البحر أمانا حوله
وأملأ السهل سلاما واليفاعا
وأمسح الآن على ألامه
بيد الرفق التي تمحو الدماعا
وقد الفلك إلى بر الرضى
وأنشر الحب على الفلك شراعا .
حسن السمايكي ,,,
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق