أَم العوامر (1)
… . .
أَي أَمَل هَذَا الَّذِي كَانَ يراود أحلامك كُلَّ لَيْلَةٍ …تنامين عَلَى وِسَادَةٍ الِانْتِظَار كُلَّ لَيْلَةٍ وأذنيك مُتَعَلِّقَةٌ بِالْبَابِ تنتظرين الْغَائِب عِلَّةٌ يَأْتِي يَطْرُق الْبَاب . . مِنْ أَيْنَ أَتَيْت بِكُلّ تِلْكَ الْقُوَّةِ . . وَذَلِك الْيَقِينَ الَّذِي يَمْسَحُ الدُّمُوع عَن عَيْنَيْك فِي الصَّبَاحِ وَأَنْت تجلسين أمَامَ البَابِ وعينيك مُتَعَلِّقَةٌ عَلَى أَوَّلِ الشَّارِع تنتظرين الْأَمَل الْغَائِبِ حَتَّى الْمَسَاء …أي قَلْب ذَلِكَ الَّذِي تحملينه كُلُّ هَذِهِ السِّنِينَ تقاومين الْأَمْرَاض وَالزَّمِن وَالْأَيَّام مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ الْغَرِيب الْجَاحِد . .
أَي إيمَانٌ هَذَا الَّذِي تَحَوَّلَ بداخلك وَأَنْت تمطرين الْأَهْل وَالْجِيرَان بأجمل الدَّعَوَات كُلِّ صَبَاحٍ وَكُلّ مَسَاء . . أَبْناءِ الحَيِّ الصِّغَار تربوا عَلَى حجرك الطَّيِّب وَأَمَامُك . . وَأَنْت تنتظرين الْأَمَل
أحفادك يَلْعَبُون حَوْلِك
أوْلاَدُ الحَيِّ يَلْعَبُون حَوْلِك
وَأَنْت تتلقين تَحِيَّة الصَّبَاحِ وَالْمَسَاءِ
وتردين بأجمل الدَّعَوَات
صَبَاحِ الْخَيْرِ يَا أُمِّي . . وَأَنَا ألقي… بِإِذْنِي كَي أَسْمَعْ مِنْك أَجْمَل الدَّعَوَات … بِصَوْتِك الطَّيِّب الحَنُون . .
(صباح الْخَيْر عَلَيْك
رَبَّنَا يحنن عَلَيْكَ يَا ابْنِي . .
ويرزقك . .
ويسترها عَلَيْك . .
وَيَكْفِيك شَرّ خلقه)
مَا أُجْمِلَ هَذَا الدُّعَاءَ الَّذِي تُسْتَقْبَل بِه الصَّبَّاح . . . يُطْرِب أُذُنَيْك فِي بِدَايَةِ صَبَاح يَوْمًا جَدِيدًا …يشبه كَثِيرًا ً تراتيل هديل الحمائم فَوْقَ شَجَرَةٍ السِّدْرِ الْعَتِيقَة جِدًّا . .
بِجِوَار السَّاقِيَة الْمَهْجُورَة . .
تجالسين النَّهَار …وتحاكين شَمْس الشِّتَاء الحانيّة . . وتلاعبين الصِّغَار
مَا أَجْمَلَكَ . . !
يَا أُمَّ ياسْمِين
لِمَاذَا غبتٍ عَنْ بَابِ الدَّارِ . . ؟
لِمَاذَا لَمْ تتمسكي بِخُيُوط الْأَمَل . . ؟
هَل ذَابَت تِلْكَ الْخُيُوطِ . . مِنْ طُولِ سِنِين الِانْتِظَار ! !
أُمِّ أَنَّ إلْيَاسَ تَمْلِك مِنْك
هَا أَنْتَ ترقدين فَوْق فِرَاشِ الْمَوْتِ . .
بَصِيص عَيْنَاك مَازَال يَتَعَلَّق بالزائرين حَوْلِك تَبْحَثُ عَنْ فِلْذَة كبدك ومهجتك . ! !
لَعَلَّهَا تَرَى لِلْمَرَّة الْأَخِيرَة ابْنَك الْغَرِيبُ قَبْلَ أَنْ يَشْمَلُهَا ويشملك الظَّلَام الْأَكِيد
وكفك الَّذِي ارْتَفَع قَلِيلًا ثُمَّ سَقَطَ . . ! !
كَأَنَّهُ يَقُولُ لَنَا وَدَاعًا ً . .
بدموعنا نَقُولُ لَكَ وداعاً .
يَا أُمِّي
يَا أُمَّ العوامر (1)
يَا أُمَّ ياسْمِين
……………… . .
بِقَلَم // جُمُعَة عَبْدِ الْمُنْعِمِ يُونُس //
15 /12/ 2011 مِصْر الْعَرَبِيَّة
(1) أَم العوامر . . ( اسْم حَيّ يَقَعُ فِي الْجَانِبِ الغَرْبِيِّ مِنَ قَرْيَةٍ كَبِيرَةٍ تَقَعُ فِي صَعِيدٍ مِصْرَ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق