ذابتْ حشاشةُ خافقي
قصيدة
بقلم الشاعر الدكتور محمد القصاص
ذابتْ حشاشةُ خافقي فتبددت *** بينَ الضُّلوع حسبتها كالنار
افلت فصرنا لا نطيقُ أفولهَــا *** ويحي فحارتْ بالنَّوى أوتــــــاري
فاضت عيوني يوم أججها النوى *** أمسى فؤادي فيه سم ســــاري
والدمع أدمى وجنتي وعوارضي *** فمسحتها بوسادتي ودِثـــــــــــاري
وجرت بأحداقي وأجفاني دمـــا *** والهم والأحزان فيه إسَـــــاري
هل تعلمي أنَّ الفؤادَ مُمــــزقٌ *** إرَباً ولن يشفيه أي حُــــواري
هذا فؤادي مزقيه وحـاذري *** لهباً يباغتُه وحرّ جمـــــــــــــاري
محروسةٌ يا أنت بينِ جوانحـي *** فاختاري أفضلها ولا تحتـــــــــاري
لا تجزعي من جمر أنفاسي ولا *** تخشين حتى نخوتي وذِمــاري
ما بين بؤسي واضطرام مشاعري *** يَحميك من وهجِ الضِّـرامِ إزاري
لا لن ألومكِ لو أطلت بي النَّــوى *** لا لن ألومك فالهوان خَيَــــــاري
ما عدتُ أبْصرُني فليلي حالــكٌ *** موج تغشى بالظلام مَـــداري
يا ليلُ دعني في حياضكَ ساهــراً *** أرنو لفجر أو طُلوعِ نَهَــــــــار
إني سألتكَ صادقاً ومشاعـري *** تَرْوِي حكايةَ غُرْبتي ومَــــرَارِي
يا حبُّ قلبي لا يزالُ معَلقا *** واختار من لحن الأسى أشعـــــاري
أتلو على وهج الهمومِ قصيدتي *** فتحطمت عند الأسى قيثـاري
أرفق بأحوالي فقلبي مُولـــعٌ *** واسرِي بأشواقي ببوْحِ النَّــــارِ
يا حب أرجهْ لا تُغادِر حينـــــا *** كيلا يُغادِر حينها سُمــــارِي
فإذا مَضَيت يبيت جَفني مُثْقَـــــــلا *** بالبُؤْسِ حتى يَنْتَهي مِشْـــواري
حتى طيورُ الغابِ باتتْ تشتكـــي *** تخفي الأسى في شدوها وتُداري
أخذتْ تبادلني الحنين وليتهـا *** في همها ما أدركت إصــــــرارِي
باحت بقصة حبنا وغرامِنا *** فحذار أن تبدي الحنين حــــذار
دكتور محمد القصاص الأردن
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق