الجمعة، 23 يوليو 2021

على غالب الترهوني

 مشاوير ...10 ..

_____________


أذكر جيدا ذلك اليوم .عاد والدي من المدينة يحمل أشياء كثيرة قال لي ..هيا أرتدي هذه البدلة .لم يكن أمامنا عيد على الأبواب ولا ثمة مظاهر فرح بالجوار وعندما

لبستها تهللت أسارير أمي التى كانت تعد الشاي في زاوية السقيفة ..

تفحصني كثيرا وهو ينفث الدخان بأنفاس متلاحقة ..تبدو مثل الأستاذ عبدالله أستعد 

لتصبح مثله ..حينها كنت قد تجاوزت الخامسة من عمري .ملامحي شاحبة ثيابي رثة جراء الركض في البادية .بيننا وبين العمار مسافة عشرة أميال .لا أذكر أنني إجتزت هذه المسافة إلا مرة واحدة .يومها مرضت بالحمى . خافت أمي كثيرا وبكت على رأسي حتى وجدتني في حضنها ونحن نركب سيارة لاندروفر جلبها والدي من الخرمة .وصلنا بعد ساعة تقريبا لا تبدو الطريق طويلة ولكنها شاقة .مررنا على مقابر الأولياء طلبنا عونهم في صمت .وفي 

النهاية سلكنا درب النهر حتى وصلنا ..

كانت الخضراء عامرة في زمانها ..إلتقت كل  الحضارات في جوفها .أنفاق تفضي إلى مملكة غائرة تحت الأرض. وكنيسة عملاقة تحتل مساحة كبيرة ومسجد.بقباب خضراء .كان المستوصف الوحيد الذي يرتاده الناس يقدم الطبابة لسكان الناحية كلها ..تبدو رائحة الأدوية كريهة .وثمة أطفال مثلي يصرخون من الأوجاع ..أما أنا 

كنت صامت على الدوام .تحسس دكتور مسن بسماعته على صدري الصغير ..أحسست براحة وأنا أستنشق وأزفر هواء حار ..وبعد لحظات خرجنا نلتمس العودة للديار. هذه هي المرة الأولي التي رأيت فيها العمار ..لكنني وأنا أرتدي بدلتي الجديدة عرفت أن أبي قرر أن يدخلن المدرسة .من هنا بدأ مشوار آخر لا علم لي أين يصل بي في نهاية المطاف ...

_______________

على غالب الترهوني 

بقلمي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

خسرت نفسك

 خسرت نفسك متى خسرت نفسك ضيعت يومك وأمسك محوت ذكراك وإسمك لِتباع في أبخس صفقة متى سرت بهذا المضمار أين جرفك وأخذك التيار ألقيت الطهر في سعير...