الأحد، 11 يوليو 2021

. فراشة دمشقية

 مدن الحرب ....


لاأدري من أثار حفيظة السعادة بالمدينة 

لتقرر فجأة الرحيل ...

لاأدري كم حقيبة وضبت 

ولكنني أدركت لاحقا حجم المفقودات 

ماعدت أتحسس أبسط التفاصيل 

قررت السفر ونحن في بلد عربي 

أخذت معها الرجال محرما 

ومن يومها وأنا أكره الحقائب 

أكره الغياب ...

أكره أن أقف بوجه الباب لأمنع الرحيل 

رحل الجميع ببلدي 

وأتساءل كل شرود 

ماحاجتهم للألوان ...


أفتقد اللون على الجدار 

ثياب أمي ...

ثيابي ....الستائر ...ثياب أخوتي 

ملامح بيوت الجيران ..

الشوارع الصامتة 

الركام عند الناصية 

وكأننا بزي رسمي مدرسي موحد 

رحلت ورشت أرجاء المدينة  بالدمع 

أظنه ممسوس بتعويذة ما للجم الكلام 

لاتسمع في الأرجاء الأحاديث 

وتستوحش الشرفات الهمسات ...

أمي تعد كلامها وكأنه مدفوع الثمن 

وفي جعبتها القليل لتنفقه 

ليتني أعود طفلة لتنفق علي القبلات 

وكثير من الأسئلة والعتاب 

سأكسر مزهريتها الزرقاء ..

لتتحدث طيلة يوم كامل ...

أفتقد أمي على قيد الحياة ..

أبي ...أخوتي ....أصدقائي 

أنت ...

أفتقد مدينتي ..

التي سرقها الفاسدون 

وحولوا الأرواح لزومبي 

تأكل الأجساد بعضها 

وأسوار الخونة تعلو 

مزينة بالعرائش والياسمين 

كي لايتلوث هواء الجنائن 

بروائح الكرامة المحروقة 

... .... فراشة دمشقية

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

( أصنامُ جِلِّقَ ).... سمير موسى الغزالي

 ( أصنامُ جِلِّقَ )بسيط بقلمي : سمير موسى الغزالي هل خضرة السّهل من كفيكَ يارجلُ أمْ زرقةُ الماءِ من عينيكَ تكتحلُ أَمْ أنّكَ البحرُ والأموا...