قصه قصيره
لقد قرأ إعلانا على جدار المجلة التي ينشر بها والتي يلقي معاملة فيها فوق الخيال وأنه من المحببين والمقربين لديهم وهو كذلك وأنه من الكتاب المفضلين لهم في القراءة والنشر فهو له طريقة مختلفة في جذب المتلقي واستمالة وجدانة نحوه بكل سهوله وقد مرة الايام والشهور على هذا الحال
فهو المفضل لديهم يفوز بكل مسابقة يتقدم على كل من يدخل في سباق معهم
تولدت لديه ثقة غريبة أنه بمجرد أن ينشر عمل له في أي مسابقة سيفوز فورا وحتما كان سعيد جدا بتلك الحالة التي وصل إليها وهم فخورين بأن لديهم نابغة مثله اشترك في جميع المنتديات التي تحمل نفس طباع ذلك المنتدي من الطيبة والعفوية والفطرة السوية وحظي بنفس المعاملة
تقريبا بل في بعض الأحيان أكثر بكثير بل في بعض الأحيان تصدر الأعمال الصوتية الادبية
ودخل فى حوار ذات مساء مع أحد الاصدقاء بأن موهبته جميله وأسلوبه جميل وموضوعاته جذابه ولم يسبقه أحد إليها ولكن يحتاج الي كثير من العمل والقراءة والتعلم حتي يتم توجيه هذه الموهبه بطريقه علميه صحيحه وكان صاحبه صادق النصح لكن غرور نفسه لم تتقبل تلك النصيحة وصار في غيه وجنوحه وادعي على زميله الناصح المحب الذي لا يبغي إلا كل خير ووصوله إلى درجة الكمال في كتاباته وادعي أنه يقول له ذلك لأنه ضدد قناعاته في قضية من القضايا التي كتبا الاثنين فيها فتركه زميله الناصح بعد أن دخل في حوار معه بين له ضعف وكسور ومواطن الأخطاء الواضحة لكل من له علم بصناعة الادب وقواعده وسبحان الله رفض تلك النصائح أيضا وبنفس الأسلوب المتعجرف رغم أنه لم يكن متعجرف كشخصية لكن صديقه انسحب من الحوار بكل هدوء وتألق أكثر واكثر في تلك الفترة وأخرج أعمالا كان لها صدي في جميع المنتديات التي ينشر فيها وعند غير ذي تخصص حتي اعلن المنتدي المفضل لديه عن مسابقه كبرى ستبدأ من يوم كذا الي كذا ففرح فرحا شديدا ووقع فى نفسه أنه حتما هو الفائز بها وأنه سوف يكون نجمها والمتألق في سماء تلك المسابقة ثم اكمل القراءه فوجد أن المحكمين للمسابقة هم شعراء في المنتدي وبعض المنتديات الأخري وهم ليسوا افضل منه أو لهم باع فى الشعر يفوقه حتى يكون لهم الأفضلية في التحكيم ولكنه لم يقف أمام ذلك طويلا لان نفسه سولت له فلربما فعل القدر ذلك حتي ينبهروا بأعماله وتكون له الغلبه واختار للمسابقة أحدي فاتناته التي ستمثله في ذلك التحدي وهو ليس تحدي بالنسبة له هي نزهه ادبيه يتعرف من خلالها علي مجموعه من الاعمال الادبيه لمجموعة كبيرة من الشعراء ربما يجد موضوعا جديدا يكتب فيه فهو يعاني من نضوب الأفكار والمواضوعات الجديدة التي يتكلم فيها وبعد أيام وظهرت النتيجة وكان متلهف لنجاح اخر يضمه الي مجموع نجاحاته ودولاب شهادته الفخريه والتقديرية وبدأ يقرأ نتيجة المسابقة التي لم تنزل مرة واحده فقد أعلن عن الثالث والثالث مكرر والرابع وروحه ذهبت منه وحمد الله على أنه لم يكن منهم فهو على أقل تقدير الاول أو الاول مكرر أو الثاني اذا ظلم وقد يقبل بالثاني المكرر ولكن مع التحفظ على ذلك ولكن الحسرة والندامة التي تتوقعها عزيزي القارئ أنه ايوه فعلا لم يكن الاول ولا الاول مكرر ولا الثاني ولا الثاني مكرر فبدأ الحزن يأكل في وجهه ونفسه وبدأ يرمق باقي اعلانات المسابقة ونتائجها ويعلق للفائزين فيها بكل روح رياضية وهو يحمل الحسرة والندامة في قلبة ليس علي من فاز ولكن على نفسه التي اوردتة الموارد ولم يجد نفسه الخامس او السادس الذي حدث بها نفسه ورضيهما ولا السابع أو الثامن أو التاسع واغمض عينيه وتوسل الي الله بأن يمنح المركز العاشر وهو راض بذلك وزاد فى توسله ودعائه
لكنه لم يكن من نصيبه فقال اكيد هناك شئ خطأ أما أن القصيده لم تكن ضمن القصائد التي فازت أو أن أحدا قصد ذلك وبدأ يقرأ ويراجع جميع القصائد التي فازت بعنايه شديده حينها وبعد أتمام القراءة وجد أن هناك سنين ضوئيه بينه وبينهم وأنهم فعلا يستحقون ولم يكن نتيجة ذلك هو تكسير القلم وغلق المنتديات ومقاطعة الأصدقاء وكل هذه الخزعبلات لكنه قرر ورغم بلوغة الخمسين من عمرة أن يتعلم ويتعلم وان يعلن أمام نفسه قبل الآخرين بأنه من الآن طالب علم ومحل تلقي وليس اي شئ اخر ولن يجلس فى صومعة ويعتزل الناس ثم يخرج علينا بشخصية المتنبي أو البحتري وما شابه ذلك ولكنه سيهذب نفسه ويرتقي بها فوق كل رخيص ويقبل الهزيمة قبل الفوز والنقد والتصويب ومن الان عليه أن يعلم ويتعلم وهو نفسه سيحدد المكانة التي يريد أن يصل إليها هو مجرد هاوي يعرض عمله على صفحات الانتر نت فقد يلقي قبولا أو رفضا
بقلم
سلامه سليم
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق