الاثنين، 21 يونيو 2021

شهاب عياد

 مقال

من قال : إن  الدين جاء ليحارب الحياة ،  هذا منطق النفوس الانهزامية التي تخاف من مواجهة مشاكل الحياة بالهروب واللجوء إلى الدين ، وهذا أصل مقولة :" الدين أفيون الشعوب " ، والله ما عرفنا هذا الدين في عصور الصحابة  والتابعين  وسلفنا الصالح ، بل جاء الدين لينهض بالإنسانية إلى التقدم والحضارة والعزة والكرامة  ، بل جاء الدين ليقوينا لا ليضعفنا ، ومن يتتبع التاريخ ير  أنه عندما خلطنا نقاء الدين بأهوائنا وأطماعنا الدنيوية  تكالبت علينا الأمم ،  وبدل ما نستيقظ من سباتنا وغفلتنا وضعفنا استسلمنا له ،  وبدأ ظهور غلاة التصوف بالهروب من الحياة  إلى عالم الأرواح والخيال ،  وبدأ بعض من العلماء وبعض الكتب والتفاسير تبث هذا السم في الأجيال،  القرآن لم ينتقد الحياة جملة ،  بل  ينتقد

 نمطا معينا من الحياة ،  وهي الحياة الدنيا ، وكلمة الدنيا جاءت من الدنو وهى عكس السمو ، فبعض الناس  قد يتخذ الدين شماعة لأخطائنا ، فالدين لا غبار عليه ،  لكن المشكلة  في فقهنا  وفهمنا لهذا الدين ،  من قال : إن الدين جاء ليحارب الموسيقى والفن ،  فالكون الذي خلقه الله كأنه سيمفونية جميلة ،  فالعصافير تزقزق ، وشلالات المياه لها صوت خلاب ،  حتى السماء لها صوت عند نزول الخير والمطر ، والله جميل يحب الجمال ،  وسيدنا محمد قال ليس منا من لم يتغن  بالقرآن ،  واختار النبي صوت بلال للآذان ،  لأنه من أجمل الأصوات ،   الله خلق الحياة  لنعيشها ولنشكره على المواهب والنعم ، ولكن هناك فن لا يتفق حتى مع الذوق قبل أن لا يتفق مع الدين ،  فالحياة عبارة عن اختيارات،  ولا بد أن نتعلم قبل أن نقول لا  ، ولا نكون كالإسفنجة أو الإمعة نتقبل كل شيء  ، أعداء الحياة والموسيقى والفن عندهم عقدة نقص ،  لأنهم لا يملكون هذه المواهب فهي من الرحمن ،  وكما يقولون : الجاهل عدو ما يجهل ،  فالدين جاء بالحياة وللحياة ، ولم يأت  فقط للتحذير من العذاب والخوف  من النار ،  بل الله قال :  رحمتي سبقت غضبي ،  والناس سيفاجئون في الآخرة ،  كم هو الله غفور رحيم بنا ، بل  لو فرضنا جدلا أن الله  سيخيرني بين من سيحاسبني في الآخرة ، والدي ام الله ؟  سأختار الله ،  لأنه  أرحم بنا من امهاتنا و آبائنا.

شهاب عياد

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ساهجوا ذاتي

 مُحاكمة للذات # # # 2025 ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ...