■□ جَمِيلٌ أَنْتَ يا رِيف ! .. □■
بقلمي : الشاعر علي سعيد بوزميطة
( تونس )
مللٌ أَحياهً في هذي المدينه
في مقَاهٍ زاخرات بالوجوه
ومتاهات تعجُّ بالبَشَرْ ،
أقضي أيّامي أعيش حُرقَتي
بفؤاد مِنْ أساهُ ينفطِرْ ،
مَا لِقَلْبِي ؟
لا يرى في النّاس وَجْهًا
يبعثُ في خاطري
ذكرى الصِّغَرْ
عندما كنتُ أعيشُ
بين صَحْبٍ في رُبَى الأريافِ
حُبًّا وَسَمَرْ ،
إنَّها الأيام يا صاح تلفُّ
في طواياها حكايات العُمُرْ .
أصحو من نومي
كأنِّي لم أَنَمْ ،
وأسيرُ في طريقي
بين جنبيّ أَلَمْ ،
كلّ ما في الدّرب يبدو
لفؤادي كالعدمْ ،
بشرٌ يجْرُون جَرْيًا
حملوا عِبْءَ الأَلَمْ ،
ووجوه كالحات
تَقْطُرُ حُزْنًا وَهَمْ ،
زَالَتِ الفرحة عنها
وتداعت من شَمَمْ ،
غَرِقًتْ في البؤس لمَّا
دخلت عُمْقَ الْخِضَمْ ،
وعيون دامعات
سابحات في السَّأََمْ ،
خائفات عابسات
رانيات للعدمْ .
إنَه جوُّ المدينه ،
سَقَمٌ ، دُنيا حزينه
تبعثُ الآلامَ فينا ،
فنعيش بهموم
وجراحات دفينه ،
ونُمَنِّي النّفس يوما
بشراعٍ وسفينه ،
نركب البحر ونَنْأَى
نطلب دفءَ السّكينه ،
في بحارٍ نائيات
تزْرع الأحلامَ فينا .
يا فؤادا مات حزنًا
هيا للرّيف الجميل !
ننعم بالدّفء تحتَ
شمس صيف وأصيل،
ونعيش الأمنَ دوما
بين واحات النّخيل ،
تعبٌ تحياهُ دوما
أيُُها القلب العليل ،
فمتى للرّيف تغدو
تشفي ذيَّاكَ الغليل ،
تنسى أيام العذاب
في رُبى الرّيف الجميل ؟
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق