■ ○ الانتحار على الرّصيف ○ ■
بقلمي : الشاعر علي سعيد بوزميطة
( تونس )
منْ زُقَاقٍ لِزُقَاقٍ
بينَ حيطانٍ كئيبه ،
نقضي أيام الحياة
دون صَحْبٍ أو حبيبة ،
والهوى العطشان يبقى
ضامئًا فينا غريبا ،
وعزاء النفس شكوى
من نهارات رتيبه ،
وحياة كلّها سُقْمٌ
ومواقيت غريبه ،
والوجود الصّفرُ في هذي المُدُنْ :
كَلَلٌ ، أوْهَامُ عَيْشٍ وَعَفَنْ ،
وحْشَةٌ ، سُقْمٌ ، تباريحُ حَزَنْ ،
يُقْهَرُ الإنسان فيها
عبْرَ أيّام الزَّمَنْ ،
فيعيش للفراق
مُستعدًّا بالكَفَنْ ،
بعد أن عاش كئيبًا
بين أرزاء المِحَنْ .
هذه الأيام يا صاح مآسي
كلّ من في المدن أضحى يُقاسي ،
يقضي أيام الحياة
يقرعُ الكأْسَ بكأسِ ،
ويعيش في اغترابٍ
واحتضارٍ وابتآس ،
يحلم بالهجر ، بالإبحار
في دنيا التّناسي .
إنّها دنيا غريبه !
كلّ ما في المُدُنِ
أضحى عجيبا ،
بعدما الفرحة كانت
تتهادى كالحبيبة،
تزرع البشر زهورا
تَئِدُ البُؤسَ الكئيبا ،
حَلَّتِ الأحْزَانُ فينا
تقتلُ الحُلْمَ الحبيبا ،
تزرع الدّنيا شكوكا
واحتمالات مُرِيبه ،
فيعيش المرءُ كلّ العُمْر
حُزْنًا ومصيبه.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق