الخميس، 24 يونيو 2021

سلوى يوسف

 لم يكن من المفترض أن أبقى هنا ،  مازلت أتمسك بذيل ثوبها ( أمي ) علها تعيدني لنفسي ، لبيتي ، لدرج الحكايات  حيث أجلس لأراقب كل تفاصيل القرية حتى نظرة الخجل في عيون عاشقة صادفت كلمة غزل  .

كل حساباتي باءت بالخيبة حتى تلك التي اتفقت فيها مع القدر أن يدعني وشاني ،وسأتوقف أنا عن اعتراض طريقه .

 لم تكن  أنت في حساباتي ، رغم أطنان الأشياء التي رتبتها على رفوف لا تتغير في جمجمتي ، كان الإستسلام خياري .. لم لا ؟ كل شيء ضاع بطلقة طائشة  ( ربما ليست طائشة من يدري ) . حساباتهم كانت مدعومة بجيوش وطائرات  ما كنت لأصمد بحفنة محبة لوطن مسكين يدعي الجميع حبه ولا أحد يحبه .

كانت كل خطب الشيوخ تقول أن المصائب دروس ، وأنها طريق الجنة ،  كنت أصدقهم ياتشي ... إلى أن قضيت أول ليلة في المخيم ،  حينها شيء ما تغير . وكأنك حين ترى المدينة من القاع تنفتح في رأسك  نوافذ تعبق بنتن يجبرك على تغيير موقعك  . المصائب تتوالى ، الدروس تتراكم ، ولا أحد يستفيد  إلا تجار الدم ، حتى الخطباء صمتوا ، وكأنهم أصيبوا بغيبوبة ،أو ابتلعتهم الحقيقة  ،  أتعلم ياتشي ربما أول الدروس هي ان  لاتستمع لأصحاب المنابر مهما تغيرت أزياؤهم .

كنت دوما أحب أن أطل على شارعنا من سطح البيت . تعجبني تفاصيل الحياة التي يصخب بها ، حيث الزوايا محشوة بذكريات عن أبي ، عن جارنا العاشق ، عن أول عثرة ،  أول جرح في الركبة ، وقبلة على الجرح من عمي كي يشفى .

 كثرت الجراح ، مات عمي ، وتقلص شارعنا  حتى صرت خارج خطوطه المتوازية كما أنا وأحلامي ، أحلامي التي وأدتها كي أنفض عني مشاعر الخيبة والإنتظار .

الآن ... لا أدري ماذا أفعل بها وبك ، صارت محشوة بشقوق الوقت ، ولم تعد حساباتي ترمم  القدر الذي انهار بكل ثقله على قلبي الذي ينبض من تحت الركام .

سلوى يوسف 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ساهجوا ذاتي

 مُحاكمة للذات # # # 2025 ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ...