لم يكن من المفترض أن أبقى هنا ، مازلت أتمسك بذيل ثوبها ( أمي ) علها تعيدني لنفسي ، لبيتي ، لدرج الحكايات حيث أجلس لأراقب كل تفاصيل القرية حتى نظرة الخجل في عيون عاشقة صادفت كلمة غزل .
كل حساباتي باءت بالخيبة حتى تلك التي اتفقت فيها مع القدر أن يدعني وشاني ،وسأتوقف أنا عن اعتراض طريقه .
لم تكن أنت في حساباتي ، رغم أطنان الأشياء التي رتبتها على رفوف لا تتغير في جمجمتي ، كان الإستسلام خياري .. لم لا ؟ كل شيء ضاع بطلقة طائشة ( ربما ليست طائشة من يدري ) . حساباتهم كانت مدعومة بجيوش وطائرات ما كنت لأصمد بحفنة محبة لوطن مسكين يدعي الجميع حبه ولا أحد يحبه .
كانت كل خطب الشيوخ تقول أن المصائب دروس ، وأنها طريق الجنة ، كنت أصدقهم ياتشي ... إلى أن قضيت أول ليلة في المخيم ، حينها شيء ما تغير . وكأنك حين ترى المدينة من القاع تنفتح في رأسك نوافذ تعبق بنتن يجبرك على تغيير موقعك . المصائب تتوالى ، الدروس تتراكم ، ولا أحد يستفيد إلا تجار الدم ، حتى الخطباء صمتوا ، وكأنهم أصيبوا بغيبوبة ،أو ابتلعتهم الحقيقة ، أتعلم ياتشي ربما أول الدروس هي ان لاتستمع لأصحاب المنابر مهما تغيرت أزياؤهم .
كنت دوما أحب أن أطل على شارعنا من سطح البيت . تعجبني تفاصيل الحياة التي يصخب بها ، حيث الزوايا محشوة بذكريات عن أبي ، عن جارنا العاشق ، عن أول عثرة ، أول جرح في الركبة ، وقبلة على الجرح من عمي كي يشفى .
كثرت الجراح ، مات عمي ، وتقلص شارعنا حتى صرت خارج خطوطه المتوازية كما أنا وأحلامي ، أحلامي التي وأدتها كي أنفض عني مشاعر الخيبة والإنتظار .
الآن ... لا أدري ماذا أفعل بها وبك ، صارت محشوة بشقوق الوقت ، ولم تعد حساباتي ترمم القدر الذي انهار بكل ثقله على قلبي الذي ينبض من تحت الركام .
سلوى يوسف
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق