( لبنان)
ماذا أفعل بكَ
يا عشقي حد الذوبان؟
أبالفرحِ أكتبكَ
أو بالأحزان؟
أأديرُ لك ظهري
أو أقبلُ عينيكَ
وآخذك كالأمِ في الأحضانْ؟
أأعاتبكَ؟ أأخاصمك؟
أو أبكي على صدركِ
مثل الطفلِ وأنامْ؟
وكيف لا أبكي
وكيف لا أعشقُ
وكل حبةٍ من ترابكَ
تتغلغل كالعمرِ
في الشريانْ
لو سمعتُ همسَك في آخر الأرضِ
تفجرَ صوتُكَ
في داخلي بركانْ
لو صرختَ ... لو صمتتَ
لو نطقتَ " الآهَ"
من "آهِكَ" بكيتُ
وهربتُ إلى وحدتي
أخفي عن قلبِك
الأحزانْ
يا فرحي ... ويا وجعي
ويا عشقي حد الذوبان
يا ماردي الأصغر
وتاريخٌ
انبثقت من رحم صفحاته
الفرسانْ
أرجوك قُل لي
هل يشفي الحزن غليلي؟
أو تروي دموعي الظمآنْ؟
من نحن لولا أنتَ؟
ومن أنتَ لولا نحنُ؟
نحن الأرضُ التي تروي بكفاحِها
جذورَك
وأنتَ
أنت يا حبيبي
شجرةُ الأرزِ
تثقبُ المستحيلَ
لو كنا لها أغصانْ
عذراً لو خذلناكَ
عذراً لو أبكيناكَ
عذراً لو ظلمناكَ
عذراً يا حبيبي
يا لبنانْ
كل من باعَكَ
ليشتري مجدَه الزائفَ
كل من سرقك
وكذب بإسمك
كل من عاث فيك فساداً
ليس
ليس من صنفِ الإنسانْ
قصةُ ليلى والذئبِ أتعرفها؟
وكم من ذئبٍ
غرز أنيابه في وريدكَ
وتنكر بوجه ليلى
وطعنكَ
بحد السيفِ والسنانْ
وكم من مبشرٍ
على الإعلام عشقكَ
وهو في عشقه
إبليسُ إبن إبليسَ
يُخفي تحت قناعِه
شيطانْ
فأرجوك قل لي
قُل لي
ماذا أفعل بك؟
أأعاتبكَ؟ أأخاصمك؟
أو أبكي على صدركِ
مثل الطفلِ وأنامْ؟
عذراً لو كذبنا عليك
بأناشيدنا الزائفةْ
أو أخفينا كذبنا
تحت أحمرِ وأخضرِ
وأبيضِ الألوانْ
الأعلامُ لا تصنعُ ثواراً
بل الثوارُ إن صدقوا
لا يحتاجون أبداً
لمساحيقَ الأعلامْ
عذراً لو أحببنا زعماءَنا
أكثر منك
وعشقنا طوائفنا
أكثر منك
ومصالحنا الصغيرة
أكثر منك
وأحزابَنا أكثر منك
وسفارات الدول أكثر منك
وفضائيتِانا أكثر منك
وأصفر الرنان أكثر منك
والدم النفطي أكثر منك
وجثثَ الراحلين أكثر منك
وحتى قططنا وكلابِنا
أكثر منك
وعذراً يا حبيبي
لو خذلناكَ
وظلمناكَ
وجوعناكَ
نحنُ أخطأنا بحقك
والأحرى بالشعبِ الذي يخطىء
أن يصيح :
" نعم...أنا الغلطان"
يا فرحي ... ويا وجعي
ويا عشقي حد الذوبان
يا ماردي الصغيرُ
يا من انبثقت من رحم ترابه
الفرسانْ
بماذا تحدث فيروزَ؟
وماذا تقول لقدموسَ
وحسن الصباحِ
وجبران؟
ماذا تقول لجبيل العظيمة
وصور التاريخ التي قهرت اسكندر
وبيروت عروس البحرِ
وجبل الكرامة
وجنوب العنفوانْ
ماذا تقول لشمالِ الطيبة
أتبكي على ذكراهم
أو تنفض بتاريخهم
غبار البهتانْ؟
ما همنا لو الجبل قرين البحر
والمسافة بين مواطنٍ ومواطنٍ
أكوان؟
فأرجوك
أرجوك قُل لي
هل يشفي الحزن غليلي؟
أو تروي دموعي الظمآنْ؟
من نحن لولا أنتَ؟
ومن أنتَ لولا نحنُ؟
نعم
قبل أن يريد الشعبُ الحياةَ
لا بد
لا بد أن يعترف أولاً :
" أنا الغلطانْ"
( بقلم ربيع دهام)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق