ريحانة..
تراها في عقله الباطن ترقب كل شاردة وواردة، تتنهد كخيط فجرٍ جاء بعد مخاض عسير ما بين ليلٍ وطول إنتظار، وتكاد تتلاشى عندما يعود وعلى ظهره تضاريس الكد وفي محياه خارطة التعب، يحبس عن جوارحه التأوه ليُريها إبتسامة يدخرها من سومر كملح الارض وكأنها ذلك الموروث الازلي المضمخ بماء الورد ..
هي تعلم ان خلف تلك السحنة الموسومة بعذابات اليوم الطويل ألم لا يطاق ..فتغدو محاولة ان تبدد ما تلبد في قلب ذلك الوالد الاسطوري فتلج مساماته روحا وريحانا، تمر يدها لتلملم ذلك الشعث المتناثر على الجسد المنهك وتجمع ما تفرق من شملٍ إثر محاولة البقاء على قيد الابوة، حانية تضع قبلة الحياة على الجبين الخائر لتستنهض قواه
،هي الوحيدة التي تعي جيدا انها برعم تفتق من ذلك الغصن الشاحب الذي يكابر لكي يحيا لإجلها..انها تلك الرحمة التي تسعى بك الى الخلود ..وانت ذلك الحب غير المشروط والمقيد الذي جعل من صحراء قلبه جنة لريحانته..
ميار الحسيني..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق