الثلاثاء، 2 مارس 2021

قصة قصيرة لقطة قريبة جدا****** عبد الصاحب إبراهيم أميري

قصة قصيرة

لقطة قريبة جدا******


عبد الصاحب إبراهيم أميري

،،،،،،

حزم حقائب السفر بشوق بالغ، ليسترجع لقطة قريبة  جدا من  ماض بعيد،  حرم منها  باطلا، ثلاثون عاما مرت من أمامه سوداء قاتمة، قاتلة، الإ ان فقاعة الثورة، ان صحت تسميتها، وهلاك المستبد،. فتحت له أسوار مدينته، تدعوه للزيارة،

لقطات قريبة وبعيدة تمر من أمام ناظرية، تتدافع اللقطات وتتسابق، صداع مريب استولى على راسه، باتت اللقطات باهته تمر من أمامه، ويلعن حظه التعس

جلس على سريره يترقب أذان الفجر  ليقوم للصلاة،  ويتجه للمطار ويلتقي بأصحاب تلك اللقطات التي مرت مسرعة تتسابق، أصحاب الثقافة والفن، ويعيد بعض الثواني لتكون له فرحة ومكسبا

دقات ساعة الحائط، أخرجته من عالمه ، ونقلته لحاضره

-الساعة الثانية عشر ليلا

 أمامه ست ساعات للإقلاع الطائرة، واختراق سماء عاش تحت ظلها سنوات عمره حتى هاجر مجبرا، 

،،،،،،،،

نادي الفنون، ملتقى عشاق  الفن والحياة، وجوه باسمه رغم اهات الزمن ، حالهم حال المهرج، فخلف قناعة تزدحم الجروح،

ازدحم النادي بالفنانين والمثقفين من سائر نقاط البلاد ليودعوه،

 كان وداعا غريبا، وداع انارته ضوء الشموع، والسكوت الذي دام دقائق،. لتوديع شابا ، أثبت حضورا في الساحة الثقافية والفنية. المقربين اليه كانت قلوبهم تبكي دما، لفراق  لا يدرون متى ينتهي 

بنيان صالح

حميد عبد المجيد

كاظم لازم

 كانوا في عزاء

الآخرون، اعتقدوا هذه الرحلة فتحا، حيث أعلن عريف الحفل،

-نبارك لزميلنا منحته لتكميل دراسته والحصول على شهادة عليا،

اي شهادة، فعالمه الذي سيهاجر اليه لا يعرف عنه شيئا.  وإن الاستبداد  حاكم فيه

اختفى عن الأنظار قليلا، ليناجي العلي القدير، و ليََمسح عن عينية دموعة المتراكمة

،،،،،،،

تفحص ألبوم ذكرياته  القابع في  مخيلته، لانهَََم أخذوا منه كل صوره وكتاباته، فغادر بلده بحقيبة سفر صغيرة

، لا شيء فيها سوى ملابسه،. نزع عن نفسة كل الماضي،  لم يبق له إلا  الاسم، والاسم لأخيه الراحل قبله،

كي لا يقع فيما وقع فيه هنا، وحينما كان يسأل عن ماضية، ينكر ان يكون هو، فمن يكون، 

،،،،، 

 وجد نفسه خلف كواليس، عرض مسرحية ، هو الذي يتحدثون  عنه كثيرا، التي أخرجها له رفيق عمره بنيان صالح،   وفريق العمل انظارهم َ تتابع النص والعرض  الذي كتبه بوجدانه، 

مجيد عبد الحميد، مديرا للمسرح

كاظم عيدان 

عزيز الساعدي 

وعلى المنصة، خليفة السعد،  فائق الشكرجي،. يشاركهم علي كاظم

 خليفة السعد،  يطارد ضالته، فائق الشكرجي متمثلا بالسلطة

-، المرأة تلد

الطفل يظهر

الطفل يكبر

الطفل شاب

الطفل رجل

إلا أني لازلت الطفل الطفل، 

إلا أني لازلت كما ولدتني أمي 

بلا زوجة.، بلا طفل

-هو الذي يتحدثون عنه كثيرا ينام مع ثلاثين امرأة . وانا لم ار منها شيئا

أريد امرأة مهما تكن،،،، 

صوت أمه يأتي من  صالة الإستقبال ، 

-الا تريد أن تنم  ورائك سفر 

تقلب يمينا وشمالا في فراشه، وردد بصوت عال

-سانام

،،،،، 


اقعلت الطائرة بوقتها المحدد،، والتقى بصديق العمر والثقافة 

 بدأ بنيان صالح يفرغ حمولته،

- عشنا من بعدك أياما عصيبة جدا، فقر ثقافي وحرمان،  سلبوا منا كل شيء،

نجوت ياصديقي

لا مسرح لدينا ولا منصة، أخذوا منا النادي، نادي الفنون، النادي الذي عرضت فية إبداعاتك 

ودعاني لاشاهد له عرضا مسرحيا، احتفاء بي،  مثلها  محمد المادح،. بفقر مشهود،  على  ساحة إتحاد الأدباء والكتاب

مسحت دموعي 

وقلت في قرارة نفسي 

-صدقت يا صديقي بنيان صالح

انها كانت آخر لقطة بصديق العمر بنيان صالح

رحل كما رحل فائق الشكرجي، خليفة السعد، عبدالحميد مجيد مال الله، عزيز الساعدي

وانا بقيت أعيد مشاهدة اللقطات بعيون باكية


النهاية

********


إلى أصدقاء العمر، الذين لم يبق منهم إلا القليل

كاظم لازم

بنيان صالح

عزيز الساعدي

حميد عبد المجيد مال الله

فائق الشكرجي

خليفة السعد

والقائمة تطول

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

بين الجدرلن بقلم عمر طه اسماعيل

 بين الجدار وذا الجدار حكاية  وحكاية وخواطر ورواية وتدور من حولي الحروف فأنتقي  بعض التي تجتاح قلبي جمرة وتحط في سطري القوافي كلما  زار الحن...