السبت، 12 مارس 2022

 يبقى وجهك : 

___________

هنا التّغريدُ يحلو واللّقاءُ

لنا من عذب شعركُمُ ارتواءُ

هنا الإبداع يولد من جديدٍ

إذا ماالحرف طرّزه البهاءُ

طيور الشّوق بالأشعار تشدو

وذو الأشواق يطربه الغناءُ

على باب القصيد وضعت رحلي

فإنّ القلب أرهقه الشّقاءُ

بصحبته الحياة بلا ضجيجٍ

تناديني السّكينةُ والهناءُ

بأفلاك القريض يدور حرفي

إلى المعنى الجميل لهُ ارتقاءُ

رسول الشعر مرآةٌ لروحي

وتعكس في المرايا ماتشاءُ

أنا أحدُ الذين بَكَوا بشعرٍ

فهذا الدّهر ليس له صفاءُ

فما ألفيتُ في الدّنيا صديقاً

محبّاً صادقاً وبه الوفاءُ 

هي الأيام والأحداث تبدي

لأصحابٍ إذا نزل البلاءُ

فكم من صاحبٍ أبدى وداداً

وليس لودّه أبداً بقاءُ

لئيم الطّبع يلبس كل زيفٍ

وفي أفعاله يبدو اجتراءُ

وكم من صاحبٍ قد خان عهداً

ولا يُرجى لذي غدرٍ رَعاءُ

مُقنّعةٌ وجوه الصّحب صارت

وأكثرهم بدا منه العداء

فلا تأمن لذي الوجهين واحذر

فمن أمثاله انقطع الرّجاءُ

رأيتُ النّاس أكثرهم ذئاباً

وضحكتهم خداعٌ وافتراءُ

وكم قد خاب ظنّي في كثيرٍ

ولم تصفُ المودةُ والإخاءُ

تعاف النفس من خلّان باعوا

ضمائرهم وليس بهم حياءُ

أحلّقُ في سماوات التّمنّي

ويسبق سربَ أحلامي الدّعاءُ

بدهشة خافقي والخوف خلفي

أفكر هل يعانقنا الرّجاءُ ؟!

وتضرب دفقة الحسرات كفّي 

بأرضي اليوم قد فاحَ الفناءُ

أنا ماعدتُ أقوى يازماني

أما للحزن موتٌ وانتهاءُ ؟

فآهٍ .. ثُمّ آهٍ .. يابلادي

متى - ياشامُ- ينزاحُ العناءُ ؟

شِراكُ الحرب مصيدةٌ لشعبي

إذا ماعاث في وطني البغاءُ

فأنّاتُ الثّكالى كلّ يومٍ

يجدّدها الصّباحُ أو المساءُ

مراراتٌ وخذلانٌ وبؤسٌ

كؤوسَ الظّلم يسقينا الغلاءُ

وباتت ترسمُ الأحزانُ غيماً

فيولد من شراييني البكاءُ

أرى قلب الشآم يموت قهراً

بها تجري المنايا والدّماءُ

يشاغلها الظّلام بألف ليلٍ

بسيف الخطب حاربها القضاءُ

شآمُ - حبيبتي- كوني بخيرٍ

فبعد العسر يأتيكِ الرّخاءُ

ألا إنّ الظلام لسوف يفنى

وذا اللّيلُ الطّويلُ لهُ انجلاءُ

فصبراً ياشآمَ المجدِ صبراً

مع النّصر الجميلِ لنا لقاءُ

سيبقى وجهك الأحلى مُضيئاً

فليس بغير وجهك يُستضَاءُ

يُقَيّدُني لأرضك طهرُ عشقٍ

وروحي والدّماءُ لك الفداءُ


مريم سعيد كباش

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

خسرت نفسك

 خسرت نفسك متى خسرت نفسك ضيعت يومك وأمسك محوت ذكراك وإسمك لِتباع في أبخس صفقة متى سرت بهذا المضمار أين جرفك وأخذك التيار ألقيت الطهر في سعير...