الأربعاء، 23 مارس 2022

 قصة قصيرة

( هي والليل والذكرى )

تثاءب القمر ضجرا وراح يتقهقر الى الوراء بعد أن زحفت جيوش الصباح الفتية اليه

عصفور ..  إعتاد أن ينقر على نافذة غرفتها لم يتأخر عنها وكأن له موعدا لم يخلفه أبدا

كان أنيسا لها بعد غياب الأحباب

نهضت .. تمطت

أدارت رأسها ذات اليمين مرة وللشمال أخرى

رسمت إبتسامة فاترة على شفتيها

ألقت دثارها الرقيق جانبا

حانت منها التفاتة الى مرآة خاصمتها طويلا

كان الحبيب هو المرآة يتغزل بها في كل حين

خلّد محاسنها في كتاباته :

( عشقت العيون الخضر من صغري

وماكان سودها والشهل يعنيني )

حدّقت في المرآة جليا تفاجأت بخطوط رسمها الحزن والحنين إليه تذكرت طفلها وكلامه أول مرة بعد وفاة والدتها صارخا : ( أمي شايبة )

بعد أن رأى شعرة بيضاء في مفرق رأسها ..

ابتسمت لصورتها المطبوعة أمامها .. وازاحت خصلة من شعرها تدلت على جبينها وراحت تدندن بأغنية قديمة كانا يسمعانها معا :

( انه متعود عليك اهواي يسولت سكتتي 

چانن ثیابي علي غربه گبل جيتك وستاحش من عيوني 

وعلمتني وعله المامش عودتني )

وبعد أفول نجمه هل تنفع الاحلام إن لم يتقاسماها معا  ؟

عادت تدندن وهي تحدق في مكانه والذكريات التي أعقبها لها :

( هنا جريدته في الركن مهملة 

     هنا كتاب معا كنا قرأناهُ )

زهراء الهاشمي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

خسرت نفسك

 خسرت نفسك متى خسرت نفسك ضيعت يومك وأمسك محوت ذكراك وإسمك لِتباع في أبخس صفقة متى سرت بهذا المضمار أين جرفك وأخذك التيار ألقيت الطهر في سعير...