ها قد عُذلنا باللومي
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
يا غادة العشق ها قد عُـذلنا باللَّوْمَى ... كسواد لــيلٍ بثوبٍ للشــــفاه لُمـىً
فران من كمد الحــشاشة فاستــوى ... كلون طلاء القــــــــــير فإستومَى
فحط قفولاً ردهـة القلب مــــا اكدى ... سجنٌ لـــــشريان الفـؤاد له وَمـىّ
فجفت عروق الوصل ما كان نبضهُ ... فأيُّ أمــرىً كمثلك ما كـفاك تألما
أما كفتك جراحاً على جسدٍ ســمت ... أما كفاك بلذع للـــــحتوف مسمما
بمصل الدواء بناة الــقلب نــــــاجدا ... في باحة الشــــجو الضني متيـما
لـــولا الحــياء مكبـلي وبـيَّ الحمى ... ما أنهال دمعٌ بالجـفون ولا هــمى
فسألت عيني هـل رأيت بمــا جرى ... أنابت شفاه الجـــرح عنــها تَكلُما
أما رأيت من أُسل تترا اليك لمقتلٍ ... ونوائبُ السلوان في حـــتفٍ سما
فغشت عيونك حلكة كالقار ما ترى ... شجرٌ ينــازع قلفــــه ما كان ألْمَى
ألقت ظلالاً بالــكروب بالنزع غـماً ... صممٌ بــنا الآذان والــعينُ بالعمى
فبانت ندوباً كالثــبور بـوجه بـــكرٍ ... نتوء كـــحد شفير الصخر الـجِمَا
وترادفت تلك الخــــطوب تسارعاً ... ونعلـل النـفس كشف الضُر ربمـا
فـحل بنــــا ســفكُ الدمــاء مــحللاً ... بدم تحيـــرهُ الغُـراب لقــتلٍ مؤلما
فراح يحـث تراب الطـــمر صـنوهُ ... كيـــما يــرى الانسـان انـهُ آثـامـا
فـحرك كفاً برمس للقـــــتيل بدفنــه ... وعنف ذات الســوء بالفعل نـادما
فضاق فضائه حث التراب لجــــثة ... بمنزلة الأواخر لحد القبر مُرغـما
اسائل كم رثيــــــــثاً بالدم مرتمــى ... بقارعــة الــطريق لــزغبٍ مآتـما
أهذا الذي بالذرءِ شرعة منــــــهجٍ ... أما من خشـــيةٍ لله يــنأى مُجـرما
فعاضد عشقاً بــــالحرام له هـــوى ... وحلل سـفكاً بقـــتل النـفس مغـنما
فربا بغيّ الــذات فتــــنة من صـبا ... ببذل رخيص العدل مـزية مُــغرما
فجال بسكين الهُـــــدام قدد لُــــحمة ... كنحت الصخرٍ روح الناس جاذما
والروح تعــلو بالـهــــــتاف لربـهـا ... من ذا يـزيح الـكرب من غـلٍ نمـا
من حلكة بالخطب ألقــــت رحــلها ... كسهم يُـراش بقوس ضارباً فرمـى
اتلك صروف الدهر أهذا ما قضـى ... يُـداعبنا الجـــهول كطفــل للــدمى
فمن نـــعاتب لا مـــرد لمـن طغــى ... مُــذ راح قطـعـاً بالـرقاب تصـرما
فنـاحت له ثكلى وقالت هـل كفــى ... لــــربيطة خرت بحبلٍ للفداء مُحكما
أبو مصطفى آل قبع
اللَّوْمَى، العَذْلُ
فأستومى : أي غصب
اللمى: سُمْرَةٌ أَوْ سَوَادٌ فِي بَاطِنِ الشَّفَةِ
شجرٌ ألْمَى: كثِيفُ الظِّلِّ.
ألْمَى: البارِدُ الرِيق
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق