الاثنين، 12 يوليو 2021

مهدي الماجد

 أنا لا أحبك ِ

أنا لاأحبك ِ . . . 

لأنَّ الأقاحي تتفتحُ صبحا ً

على شفا عينيك ِ

وكونَ الأغاني تولدُ

نشيجا ً على شفتيك ِ

ولا أحبك ِ . . . 

لأنك ِإحتزت ِمن دون ِكلِّ النساء ِ

تويجَ الجمال ِرصينا ً على عالييك ِ

        * * * * *

أنا لاأحبك ِ . . .

لأنك ِلا تبتغينَ العطورَ

تمرغ ُأعطافك ِ

فعطرك ِموزونٌ 

منك ِإليك ِ

        * * * * *

أنا لا أحبك ِ . . . 

لأنك ِلاتدورينَ المخازنَ كالنساء ِ

فتعجبك ِقصة ُ الفستان ِهذا

أو غرة ُالصدر ِتلكَ

فثوبك ِتخيطهُ ملائكُ العلى

ويأتيك ِمضبوط َ القياس ِعليك ِ

        * * * * * 

أنا لا أحبك ِ . . . 

لأنك ِلست ِكباقي النساء ِ

لا تحبذين ثرثرتهنَّ

أو تتنكبينَ غرورهنَّ

أو تحبينَ أو تكرهينَ مثلهنَّ

لا تلجينَ مرابعَ كيدهنَّ

وفي حالة ِ الضعف ِتذلُ دموعك ِ

تجري تماما ً كما عندهنَّ

فتجري لآليءُ على وجنتيك ِ

        * * * * *

أنا لا أحبك ِ . . .

لأنك ِصرت ِأستاذتي

وضعت ِالكتابَ أمامي

والقلمَ الورديَّ في الجنب ِ

قلت ِ: أقرأ وخذ من هنا

مفتاحَ دنيا باهره

وها أنا كالشطّار ِ

كلما نصبتُ للكتابة ِوجهي

بدأتُ إسما ً يليقُ عليك ِ

        * * * * *

أنا لاأحبك ِ . . . 

لأنك ِوطدت ِبالخالق ِمعرفتي

وقطعت ِمع طواغيت ِالأرض َ

حبالَ آصرتي

لقد طفت ِبي كلَّ ديارات ِ

العبادة ِفي موطني

جعلتني في الكلِّ أصلي

جماعة ً وفرادا

والأجرُ فيه يؤولُ إليك ِ

        * * * * *

أنا لاأحبك ِلكلِّ هذا 

بل لأنك ِ أنت ِ

لأنك ِمن العدم ِالسحيق ِ

من وسط ِالخراب ِالوطنيَّ

بين توق ِشعوب ٍ

لفجر ٍمن الحرية ِدام ٍ

أقمت ِبيتي

فلماذا يا سليلةَ الحلم ِالزهريِّ

أحسك ِأخرى . . ؟

كأنك ِما كنت ِأمسا ً

تسفهينَ آلامي 

وتمسكينَ بكلِّ الحنان ِ

من الطيش ِلجامي

كأنَّ يداك ِلم تكونا 

مفاتيحَ شكوتي ومرامي

لأنك ِقربت ِلي عناقيدَ النجومْ

وجعلتني صنفا ًمن الرجال ِ

بفخر ٍتناطحُ هاماتهم

سرابيلَ الغيومْ

وأحبك ِأيضا ً

لأنك ِوطنٌ ألوذ ُ به

إذا ما دهتني الرزايا

ودعتني لبهجتها الملماتْ

وإنك ِأغنيتني عن إبتداع ِالمعاني

وعن سرور ِالشتاتْ

وإنك ِفي الآخر ِ

شقاوة ُطفولتي المضاعة ِ

منذ ُ سنواتْ

أثوبُ إليك ِ

يامرأةَ وقتي

سقفا ً بالسماحة ِ

يغمرُ بيتي .

ــــــــــــــــــــ

مهدي الماجد

9/1/2013

من مجموعتي الشعرية الثالثة ( ليل لا يشبه الصباح ) الصادرة عن دار ديوان العرب للنشر والتوزيع بور سعيد - جمهورية مصر العربية عام 2020

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

( أصنامُ جِلِّقَ ).... سمير موسى الغزالي

 ( أصنامُ جِلِّقَ )بسيط بقلمي : سمير موسى الغزالي هل خضرة السّهل من كفيكَ يارجلُ أمْ زرقةُ الماءِ من عينيكَ تكتحلُ أَمْ أنّكَ البحرُ والأموا...