مقال حر
( الزواج قديما وحديثا )
بقلمي : إبراهيم محمد قويدر
************************
منذ زمن ليس بالبعيد فى الخمسينيات والستينيات والسبعينيات كان أمر الزواج يسير فى سهولة ويسر
حيث كانت الأم هى التى تختار زوجة ابنها عبر مجموعة
من الطقوس المعروفة من بداية أن يقع الاختيار تتشاور
الأم مع زوجها وابنها وبمجرد أخذ الضوء الأخضر تقوم أم العريس بإرسال مرسال إلى أم العروس فإذا تمت الموافقة
تقوم الأم بإجراء مجموعة من الاختبارات كأن تعطيها بندقة
لتكسرها لها بأسنانها لتتعرف أن أسنانها طبيعية وليست طقم
ثم تمد يدها لتتحسس شعرها لتتاكد أنها لا تلبس باروكة .
تجلس إلى جوارها وهى تخبز لتتشمم رائحة عرقها .
فإذا نجحت العروس المرور عبر هذه الاختبارات التى لابد
من اى عروس المرور بها .
ثم يتم تحديد يوم للذهاب للمدينة لشراء الذهب وتأتى سيارة
تحمل أفراد الاسرتين ويتم شراء الذهب وعبر الغناء البلدى
خدناها خدناها .. يا ام العريس ارنب يشد ودانك.. يا منجد علي المرتبة واعمل حساب الشقلبة.. وطالعة من بيت أبوها داخلة بيت الجيران ... إلخ.
وعادة ما يتزوج الابن فى بيت الأسرة مع امه وأبيه لتقوم العروس بمساعدة أم العريس فى أعمال المنزل وكذلك تساعد
زوجها فى أعمال الحقل .
ويكون الجهاز بسيطا كبساطة الحياة وطيبة القلوب ويكون :
طشت ومرتبة ودولاب ومجموعة من الحلل النحاس وحصيرة
وسرير بأعمدة يهتز ويحدث صوت مثل الجرس لوجود النحاس الذى يشخلل .
وصندوق من الخشب ملصوق عليه صور مجلات تضع فيه
العروس حاجياتها وملابسها .
وفى يوم الدخلة يتم نصب كوشة من جريد النخيل وبعض أوراق الصفصاف ويتم الزفاف وسط الزغاريد والطبل والرقص وتقوم صديقات العروس بقرصها فى ركبتها وتقول
لها : قرصتك فى ركبتك حصلتك فى جمعتك .
وبعد أن تزف العروس يقف أهلها أمام منزل العريس يطلقون
الأعيرة إلى أن يخرج العريس بعد دقائق ويشير لهم بالمنديل
الأبيض الملطخ بالدم علامة على شرف العروس وفحولة العريس فتعود الأسرة لتنام وقد اطمأنت على شرف ابنتهم .
لسه فاكر لما كنا لمه ... جوه طشت بنستحمي
والحياة كانت بسيطة ... والدولاب مسمار ف حيطة
والناس كانت خويطة ... والجهاز كان وابو وحلة .
لله در شاعرنا فعلا الحياة كانت بسيطة ...
أما فى العصر الحديث تبدل الحال وتغيرت الطقوس والأحوال فلم تعد الأم أو الأب هو الذى يختار بل يكون القرار
للعريس لاختيار عروسه من العمل أو الكلية أو الفيس أو عبر
الخاطبة إذا كان العريس مشغول دائما وهناك ما يعرف بزواج
الصالونات وعادة ما تطول فترة الخطوبة حيث يطلب من
العريس إيجاد شقة منفصلة عن الاسرة ويتحمل العريس والعروس ما لا يطيقه بشر من تجهيز الشقة أو الجهاز الذى
يحرص الكثيرون على التباهى به ويستعرضون ذلك فوق
عدد من السيارات المكشوفة وقد يقوم والد العريس أو والد العروس للاستدانة أو بيع سيارته أو أرضه لتحمل نفقات
الزواج الباهظة ورغم ذلك مظاهر البذخ يتم الفرح فى قاعة
قد تكلفه ألاف الجنيهات .
وقد تتحطم حياة الزوج لما عليه من الديون وتنشأ المشكلات
مما قد يؤدى إلى حدوث المشكلات واحيانا الطلاق .
يسروا أمور الزواج للشباب ودعوهم يبدأون حياتهم بدون منغصات .
بقلمي : إبراهيم محمد قويدر
شاعر القرية
مصر
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق