قصة محيرة
=========
كنت في السوق عندما مرت بجانبي وهي تئن؛ لم أنتبه إلا بعدما ابتعدت عني نعم أدركت من هي؛ إنها عجوز وجدتها ذات يوم عند طبيب عام.. أتذكر جيدا. عندما تركت لي مكانا بجانبها.. وماإن جلست حتى بدأت في سرد مسيرتها الطويلة مع المرض؛ هي شاحبة الوجه؛ نحيلة؛ لا أتذكر من وجهها سوى عينان زرقاوان؛ هي كانت تشتكي من آلام المفاصل وانها لاتقوى على السير؛ ناهيك عن قصور النظر وأمراض أخرى متفاوتة.. وكنت أرأف لحال هذه المسكينة.. من يخدمها من يتبضع لها.. والنساء في القاعة يستمعن لها ويخبرنني بأن لها بنت ترعاها.. فتنفست الصعداء؛ وكأن جبلا من فوقي قد أزيح.. و المسكينة لم تتوقف عن الكلام؛ فقد اخذت الإنتباه؛ وكل من في القاعة يستمع لتأوهاتها وكلامها المخلوط بنبرات الألم.. وعندما حان دورها؛ نهضت امرأة خمسينية العمر من الكرسي المقابل تحاول أن تدرك هذه العجوز من خلال لمسها لماهو أمامها تريد أن تصل إليها؛ هي كفيفة هذه المرأة لكن تملؤها مسؤولية لم أر مثلها قط؛ فما إن وصلت إليها حتى احتضنتها؛ ثم أخذت تسندها والعجوز تئن محاولة الوصول بها إلى رواق مكتب الطبيب
ووسط حيرتي ودهشتي معا؛ قطعت إحداهن هذا وقالت:إنها ابنتها؛ هي كفيفة رفضت الزواج وبقيت بجاور امها حتى ترعاها
فزادت حيرتي أكثر؛ فسبحان الله الذي سخر هذه البنت الكفيفة لتعول أمها دون أن تشتكي أوتخبر العامة بهذا
بقلمي /نوارة رزوڨ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق