مقال حر
( الأرامل والمطلقات والعوانس )
بقلمي : إبراهيم محمد قويدر
************************
أصبحت الأرقام مرعبة ليس فى مصر وحدها ولكن فى مختلف البلدان العربية وبخاصة فى بلدان الخليج .
وإذا أردت أن تتعرف على الحقيقة المرة فطالع الجرائد
والمجلات والمواقع التى تنشر إعلانات مدفوعة وغير مدفوعة لراغبي الزواج من العوانس اللاتي فاتهن قطار
الزواج وغادر المحطة ولن يعود وكذلك المطلقات والأرامل.
والمشكلة لها أبعادها الاجتماعية السيكولوجية والشرعية .
تتزايد الأعداد وتتفاقم المشكلة مما يجعل حلها ليس سهلا
وإنما يحتاج إلى إصلاحات وحلول جذرية حتى لا يأتى اليوم
الذى نبكى جميعا على اللبن المسكوب .
والمعروف أن هناك خلل فى التشريعات المنظمة للزواج والمطلقات مما أدى إلى عزوف الكثيرين على تحمل مشاق
ونفقات الزواج وتحمل المسئولية فتوجهوا إلى زواج المتعة والزواج العرفى وزواج المسيار وغيرها مما لايتوافق مع شرائعنا وطبيعة مجتمعاتنا لأن الزواج قائم على الحب والمودة والسكن .
كثير من العادات والتقاليد البالية كانت سببا فى إحداث شرخ
فى جدار الأسرة ومنها الكثير كإنهماك الزوج فى العمل ليل نهار ويأتى متعبا ولا يقوم بدوره كرجل من كثرة التعب والإرهاق. .
إنقطاع حبل الود بعد أن كان الزوج يقضى مع زوجته أوقاتا
لطيفة يخرج معها يداعبها يلاطفها يتذكر ذكرياتها ويهدى لها الهداية لم يعد يتذكر حتى يوم زواجهما من كثرة مشاكله .
وكما أن النت ومواقع التواصل الاجتماعي جعلت التواصل بين الرجال والنساء مشاع ومتاحة وكثيرا ما تكتشف الزوجة أو الزوج بأن كل منهما له عشيق أو عشيق وربما زوج أو زوجة أخرى.
وهناك قصة ( حكمة زوجة مخدوعة )* علمت أن زوجها متزوج عليها وكانت أم الزوج ووالده يعلمان بهذا الزواج
ولكنها لم تتكلم معه وظلت تخفى الخبر حتى توفى وجاء
الأب بعد الوفاة ليخبرها بأن زوجها متزوج وله ولد .
فقالت له : أعلم ذلك منذ عشر سنوات .
فقال لها : ولماذا لم تغضبى أو تثورى ؟!
قالت : لو كنت فعلت لقسم مصروف البيت قسمين ولاقتسم الأيام بينى وبينها وكان يحاول أن يرضيني دائما بالهدايا حتى لا اعلم بزواجه منها فأنا كسبته إلى جواري .
والمجتمعات الشرقية تنظر للمرأة المطلقة والأرملة والعانس
نظرة دونية قاصرة ويعتبرونها صيدا سهلا يحاول كل من يتعامل معها بأن ينهش من لحومها كأنها ضحية فإن لم يستطع يشوه صورتها ويمنع كل من يقترب منها بالحلال .
إن مشكلة الأرملة والمطلقة والعانس من المشكلات الصعبة
التى تحتاج منا إلى حلول جذرية ليلتئم شمل الأسرة والمجتمع بأسره .
بقلمي : إبراهيم محمد قويدر
شاعر القرية
مصر
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق