الخميس، 1 يوليو 2021

سلوى يوسف

 المقطع الخامس : 


ربما أعود وربما لا أعود لاأحد يدري ياتشي هل تعرف معنى أن ترحل بكل ما فيك  ويبقى جسدك مكانه ، لا ...لن تفهم إلا حين تشعر بطعم الألم يصعد من معدتك إلى حلقك فتخنق الغصة كلماتك ثم ينتشر كما شبكة عنكبوت يصطاد قلبك فيتباطأ رويدا رويدا وتعجز عن التنفس ثم تكفكف دموعك بسرعة لأنك اعتدت أن تتظاهر بالقوة .

 كل يوم ياتشي كل يوم من سنين ..  أرحل إلى بيتي     حتى أنني أشتم رائحة الريحان والجوري وأراقب شجيرة الكولونيا وهي تموت  .

 ملامحه تغيرت ياتشي صار باردا  بلا روح ، ماتت الأزهار ، تهدمت عرائش العنب حتى شجرة الزعرور شطروها . 

القسوة .. إحذرها ياتشي ، لا شيء يشوه روحك كما تفعل القسوة حتى الإسمنت يموت حين يفتقد سكانه  وحدها حبات العرق التي امتزجت به ستُبقي فيه شيئا منك  وستطاردهم حتى لو اغتصبوه وسكنوه ألف عام  . 

ماأقسى  الذكريات ياتشي ليتنا مثل آلات التسجيل نمسح من ذاكرتنا ما يؤلمنا ليت الألم يموت كما تموت السعادة .

تمضي الأيام .... ومازال صوت جارتي في أذني يتردد  : 

-  الله معك أم عامر  

- تسلمي أم محمد الله يجمعنا عن قريب يارب 

- يارب انتبهي على حالك 

ثم انتهى كل شيء بدمعة ، تلويحة والتفاتة رأيت فيها آخر مشهد لحياتي وهي تضيع مني للأبد

يتبع ....

سلوى يوسف 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

خسرت نفسك

 خسرت نفسك متى خسرت نفسك ضيعت يومك وأمسك محوت ذكراك وإسمك لِتباع في أبخس صفقة متى سرت بهذا المضمار أين جرفك وأخذك التيار ألقيت الطهر في سعير...